إيران تغير ملامح وتاريخ دمشق.. والعالم "يلطم"! - It's Over 9000!

إيران تغير ملامح وتاريخ دمشق.. والعالم "يلطم"!

بلدي نيوز – (منى علي)

خرجت الدفعة الأولى من مهجري حي برزة الدمشقي، اليوم الاثنين، باتجاه محافظة إدلب، بعدما أعلنت مصادر محلية في حي برزة، أمس الأحد، عن اتفاق جرى بين لجنة عسكرية ومدنية تمثل الحي من جهة ونظام الأسد من جهة أخرى، يقضي بتهجير ثمانية آلاف من مدنيي الحي وثواره إلى الشمال السوري، في تطور مفاجئ وبلا مقدمات أو مفاوضات طويلة، في ظل الحديث عن اتفاق آخر يجري لتهجير ثوار وأهالي حي القابون إلى الوجهة نفسها.

وفي طرف العاصمة الآخر، يجري تزامناً إنجاز مرحلة جديدة من اتفاق المدن الأربع، يخرج بموجبه مسلحو "هيئة تحرير الشام" من مخيم اليرموك إلى محافظة إدلب في الشمال. فيما يبدو عملية شاملة متكاملة لرسم خريطة سياسية وعسكرية وسكانية جديدة للعاصمة دمشق.

اللافت في الأمر أن الفصائل المدججة بالسلاح والإمكانيات، والتي لا يفصلها فاصل عن أحياء شرق دمشق التي سيتم تهجيرها، (جيش الإسلام وفيلق الرحمن وغيرها)، والتي تسيطر على الغوطة الشرقية، لم تقف حائلاً ولم تمنع أول عملية تهجير لحي دمشقي، فيما سيتحول بعض أبناء الحي ممن اختاروا البقاء، إلى شبيحة (قوات دفاع ذاتي) سيتولون قتال الثوار إن بقي لهم أثر في المنطقة أو حاولوا اقتحامها مجدداً.

فهل تم تطويق الفصائل العاملة في الغوطة الشرقية باتفاق "مناطق خفض التصعيد"، ليبدأ على إثره مباشرة تفريغ الأحياء الثائرة في دمشق وإعادة تدجين العاصمة وتغيير ملامحها وفق الخطة الإيرانية التي تستهدف تشييع المدينة بعد السيطرة على محيطها وتدجين الموالين والرماديين داخلها، وفرض سياسة الأمر الواقع بسطوة الميلشيات التي تحكم فعليا، والتجار الذين سيطروا على معظم تجارة العاصمة وأسواقها الرئيسة؟.

الباحث والكاتب السوري د. مازن أكثم سليمان، قال معلقاً على أول عملية تهجير تطال دمشق العاصمة: "لابُدَّ من الاعتراف أوَّلاً بمنطق توازنات القوى، وأنَّ قدرة الثُّوّار على الصُّمود في أحياء شبه مُحاصرة مثل برزة والقابون قد وصلَتْ إلى حُدودِها القصوى، وأنَّ الأمر في أحياء دمشق الشرقيّة ليسَ مُرتبطاً بمسألة اتفاق الآستانة وخفض التصعيد، بقدر ما هو امتداد لسياسة المُصالحات التي ينتهجُها النظام والإيرانيون بغطاء روسي لإحكام السَّيطرة على دمشق ومُحيطها ضمن المشروع الإيراني في التغيير الدِّيمغرافي الذي تأمل عبره بربط جنوب لبنان والبقاع عبر دمشق وريفها بالعراق".

ويضيف د. سليمان في حديثه لبلدي نيوز: "من المُؤكَّد أنَّ الإيرانيِّين يستعجلون تحقيق تغييرات حاسِمة على الأرض وجمع المزيد من أوراق المُكتسبات في وقت ما زالت تبدو السياسة الأمريكيّة غير واضحة المَعالِم، ولاسيما أنَّ حديث ترامب وإدارته عن مُواجَهة النفوذ الإيراني في المنطقة ما زال في إطار التَّصريحات لا الفعل، ربَّما لأنَّ هذه الإدارة لم تستكمل رسم سياساتها واستراتيجياتها بعد، هذا إذا أحسنّا الظَّنّ بأنَّ أفعالها ستكون من جنس أقوالها".

بعد اتفاق "خفض التصعيد" الذي توصل إليه رعاة أستانا (تركيا وروسيا وإيران)، شكك سياسيون سوريون وعرب كثر بأن الاتفاق يهدف لتقسيم وتقاسم سوريا، وفي هذا الصدد قال المعارض السوري كمال اللبواني، إن حمص ودمشق من حصة إيران وفق هذا الاتفاق، وهو ما يؤكده الواقع القائم والتطورات.

فهل يقف السوريون، والعرب، والمسلمون، و"العالم" الحر، متفرجين على عاصمة الأمويين وأقدم عاصمة في التاريخ وهي تتحول إلى مستعمرة إيرانية تفوح منها روائح الطائفية وتجري في نهرها الخالد أمواج اللطميات؟!.   

مقالات ذات صلة

زعيم ميليشيا "الحشد الشعبي" العراقي يلتقي بشار الأسد في دمشق

مكاتب مزيفة تقوم بالاحتيال على المكتتبين لأداء الحج والعمرة

القبض على تجار لحوم فاسدة في دمشق

توثيق اكثر من 200 حالة اعتقال في سوريا خلال نيسان الماضي

القوات التركية تعلن التصدي لهجوم "قسد" بريف حلب

ميليشيات إيران تدخل شحنة أسلحة إلى سوريا