بلدي نيوز – (خاص)
رفضت روسيا الخطة الأمريكية لحل النزاع في سوريا على أربع مراحل، وأصرت على أن يكون الحل بالاستناد إلى القرار ٢٢٥٤ الذي تم الاتفاق عليه في العاصمة النمساوية فيينا بمشاركة مجموعة من الدول الفاعلة في الملف السوري إضافة إلى ممثلين عن الأمم المتحدة.
ونقل موقع "روسيا اليوم" عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله خلال مؤتمر صحفي عقده أمس في سوخومى عاصمة أبخازيا، إنه "وبالنسبة لموسكو توجد خطة متفق عليها منذ فترة طويلة مع واشنطن والأمم المتحدة، وهي قرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي يرسم كل جوانب عملية التسوية على أساس المبدأ الذي ينص على أن للشعب السوري فقط الحق في تقرير مستقبل بلاده".
وينص القرار ٢٢٥٤ على أن يكون "الحكم موثوق وشامل وغير طائفي، وجدولاً زمنيا لصياغة دستور جديد، وتنظيم انتخابات حرة نزيهة تجري تحت رقابة الأمم المتحدة".
وأضاف لافروف أنه "خلال اللقاء مع تيلرسون ناقشنا الوضع في سوريا وأنا مقتنع أنه ليس لدينا بديل عن التنفيذ الدقيق للقرار ٢٢٥٤"، مشيراً إلى أن "هناك قوى مستاءة من المبدأ المنصوص عليه في هذا القرار الذي يؤكد حق الشعب السوري فقط في تقرير مستقبله بنفسه وهذه القوى تحاول خلق الذرائع بصورة مصطنعة واستفزازية للوصول إلى تغيير الحكومة السورية".
وكانت وكالة "أسوشيتد برس" قد تحدثت عن تسليم وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون تفاصيل خطة أمريكية حول سوريا، وتتألف من أربع نقاط أيضاً، أولها القضاء على تنظيم "الدولة"، وهو الملف الذي سيناقشه وزير الدفاع الأمريكي خلال جولته الحالية في الشرق الأوسط، بينما تركز النقطة الثانية على "نشر الاستقرار" برعاية هدن واتفاقات وقف لإطلاق النار بين قوات المعارضة ونظام الأسد، لخلق "مناطق استقرار مؤقتة"، يمكن مراقبتها جواً من طيران الولايات المتحدة وحلفائها، وصولاً إلى ما يشبه الإدارة الذاتية المحلية لتلك المناطق، أما المرحلة الثالثة فتتضمن المرحلة الانتقالية، وفيها يجب أن يتخلى الأسد عن السلطة، وفق الرؤية الأمريكية، من خلال لجوء آمن إلى روسيا أو إيران وضمان عدم محاسبته، وتستند واشنطن في هذه النقطة إلى إمكانية الضغط على الأسد من خلال التلويح بالمحاسبة عن جرائم الحرب التي ارتكبها، مع عودة المعارضة السياسية لتسيد المشهد وإدارة البلاد بالتوافق بين مكوناتها، فيما تفضي النقطة الرابعة من الخطة الأمريكية إلى تنظيم الحياة في سوريا مع انتهاء المرحلة الانتقالية وبدء الاستقرار السياسي والعسكري.
وتحاول الإدارة الأمريكية الجديدة فرض رؤية جديدة بالتفاهم مع روسيا للقرار ٢٢٥٤، والذي صدر في عهد المفاوضات التي كان يقودها وزير الخارجية الأسبق جون كيري، حيث تعتبر إدارة الرئيس دونالد ترامب أنها كانت حقبة ضعيفة، وتحملها المسؤولية في وصول الأوضاع إلى ما هي عليه اليوم.