"عمار".. حكاية ثائر خدم الثورة بصمت حتى استشهد - It's Over 9000!

"عمار".. حكاية ثائر خدم الثورة بصمت حتى استشهد

بلدي نيوز – (حسام محمد)
كثر الحديث عن بعض الشباب الثائر من أجل الحرية والكرامة، الذين قدموا بطولات أسطورية، في الوقت الذي أُهمل فيه الحديث عن أشخاص عملوا بصمت، وقدموا الكثير واستشهدوا بعيداً عن عدسات الكميرات وأحاديث الناس.
لم يكن "عمار" شاباً عادياً، بل كان من الشباب الذين قدموا الكثير في سبيل الثورة السورية في ريف دمشق منذ بدايتها في عام 2011، عمل بسرية تامة طيلة السنوات الست الماضية، لم يعرف نشاطاته الثورية إلا قلة قليلة من الدائرة الضيقة التي كانت معه.
واستطاعت بلدي نيوز الوصول إلى منزله والحديث مع زوجته التي روت تفاصيل عمله واستشهاده، حيث قالت: "كان موظفاً في إحدى الدوائر الرسمية، يذهب يومياً إلى عمله ليقضي حوائج الحاضنة السورية للثورة السورية، من أوراق رسمية وغيرها من الثبوتيات لعدم تمكن أغلبيتهم من الخروج، وكذلك يقوم بالتصوير ضمن مناطق سيطرة نظام الأسد وينقلها للعالم الخارجي عبر بعض رفاقه".
وتابعت، "وما إن يعود عصراً إلى منزله، لا يكاد يقضي سويعات قليلة مع عائلته وطفلته، حتى يخرج من المنزل متجهاً إلى ذلك المكان "الذي لطالما كان يعتبره مقدساً"، والمقصود هنا جبهات القتال ضد النظام في العاصمة دمشق، فأينما وجدت جبهة مشتعلة ضد الأسد كان يقصدها.
عندما يصل "عمار" إلى مستودع تغيير الملابس، يرتدي بدلته العسكرية وقناع الوجه "حتى لا يعرفه أحد"، ومن ثم يأخذ إحدى نقاط الحراسة على تخوم دمشق، وفي معركة دمشق الأخيرة، أخذ إجازة من عمله الإداري في حكومة الأسد، ليبقى ملازماً للخندق والبندقية.
وفعلاً كان ذلك، وطيلة الأيام الماضية، كان يتنقل ما بين نقاط الحراسة إلى خطوط المواجهات مع النظام وحركة النجباء الشيعية العراقية قرب كراجات العباسيين، وهو ينظر إلى دمشق، أملاً بأن تكون هذه المعركة بداية تحريرها من إرهاب الأسد.
ونوهت الزوجة إلى أنه في بداية معركة دمشق التي أطلقها الجيش الحر، أصيب إصابة خفيفة بشظايا إحدى الغارات الجوية الروسية، ولكنه أبا الرجوع للخلف، فبعد علاج أيام فقط، وما أن تحسنت حالته جزئياً حتى عاد إلى المعارك ونقاط الحراسة.
وقبل يومين، فُقد الاتصال بـ "عمار"، ولم يعد يستجيب للمكالمات الهاتفية التي تأتيه، وبعد ساعات فقط، وصل "عمار" إلى إحدى النقاط الطبية، ولكنه كان قد استشهد.
فقد أصيب بغارة جوية إصابة مباشرة في الرأس، ما أدى إلى استشهاده على الفور، وجراء صعوبة التنقل والإسعاف تأخر إيصاله إلى النقطة الطبية، ليستشهد "عمار" على أسوار العاصمة التي خدمها بكل ما ملك من قوة وإرادة، ليلحق بمن سبقوه في ثورة العزة والكرامة.

مقالات ذات صلة

مدربة باليه سورية تدخل موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية

فراراً من الأوضاع المتدهورة اللاجئون اللبنانيون يعودون إلى لبنان بمعدل 50 أسرة يوميًا

صحيفة إسرائيلية: النظام وإيران يطوران أسلحة كيماوية ونووية في سوريا

ارتفاع حصيلة قتلى قوات النظام وميليشيات إيران بالغارات الإسرائيلية إلى 150

قضائيا.. مجلس الشعب التابع للنظام يلاحق ثلاثة من أعضائه

روسيا تعلن استعادة 26 طفلا من شرق سوريا