خاص - بلدي نيوز
تعدّ مشكلة الألغام التي زرعها عناصر تنظيم "الدولة" في شوارع مدينة الباب بريف حلب الشرقي، قبيل انسحابه منها بعد معارك لأشهر مع فصائل الجيش الحر، من أكبر المشاكل التي تواجه المدنيين في العودة لمنازلهم ومدينتهم التي هجروا منها، حيث بلغ عدد الألغام المفكّكة حتى الآن 1700 لغماً، فيما انفجرت عشرات الألغام بمنازل المدنيين وشوارع المدينة.
وإلى جانب زرع القنابل في شوارع الباب، زرع مقاتلو تنظيم "الدولة" أيضاً شراكاً وفخاخاً متفجرة داخل المساكن، فربطوا بعضها بلوحات مفاتيح الكهرباء بحيث تنفجر مع محاولة السكان إعادة الكهرباء لمنازلهم، ما تسبب في قتل عدد من المدنيين العائدين إلى مدينة الباب، رغم التحذيرات التي أطلقت من أن الجزء الأكبر من المدينة لا يزال غير آمن، بعد نحو شهر من استعادتها.
حيث عاد الآلاف من النازحين إلى الباب خلال الأسبوعين الماضيين، وذلك بعد دعوات إلى العودة أطلقها مشايخ دين محليون ومسؤولون في فصائل الجيش الحر، بعد تفكيك مئات الألغام وتأمين مناطقها، حيث ترافق تدفق العائدين إلى المدينة مع بطء كبير في إبطال مفعول العبوات الناسفة، وتطهير المنطقة من الألغام بسبب نقص الخبراء المدربين.
وأكد (أحمد نصار)، أحد العائدين إلى مدينة الباب أن هناك بطئاً شديداً في تفكيك الألغام، حيث ما تزال الشوارع الفرعية في المدينة مغلقة خوفاً من وجود تلك الألغام، مضيفاً أن لغماً انفجر بعائلة أحد أقربائه، وذلك أثناء محاولتهم الدخول إلى بيتهم، الذي أخرجوا منه قبل ثلاثة أعوام.
من جهته قال (صالح العمر) عضو تنسيقية مدينة الباب وضواحيها، إن عملية تفكيك الألغام الظاهرة يقوم بها أشخاص ذوو خبرة بتفجير مقالع الحجارة، بالتعاون مع عناصر الدفاع المدني، مؤكداً أن عدد الشهداء الذين ارتقوا جراء انفجار الألغام منذ تحرير المدينة وصل إلى حوالي الستين شهيداً، فيما تسبب انفجار الألغام بسقوط حوالي أربعين جريحاً.
وتعمل فصائل الجيش الحر وفرق الهندسة التابعة للدفاع المدني، بمشاركة الأهالي من ذوي الخبرة على تفكيك مئات الألغام، التي خلفها التنظيم قبيل انسحابه، تمهيداً لإعلان المدينة كاملة خالية من الألغام، وآمنة لعودة جميع المدنيين لمنازلهم.