كبار القادة الأوربيين يحذرون من مخاطر "القومية المتطرفة" بعد هجوم باريس - It's Over 9000!

كبار القادة الأوربيين يحذرون من مخاطر "القومية المتطرفة" بعد هجوم باريس

 Foreign Policy - ترجمة بلدي نيوز

في مقابلة أجريت معه،  قال  ديفيد أوسوليفان سفير الاتحاد الاوروبي في الولايات المتحدة بأنه يجب إدانة محاولات السياسيين القوميين استغلال الهجوم على باريس، مضيفاً أن الأحزاب اليمينية القومية والقادة في جميع أنحاء أوروبا، يحاولون انتهاز هجوم باريس كفرصة لانتقاد خصومهم السياسيين والعمل على الحد من تدفق المهاجرين المسلمين.
الأمر الذي اعتبره أوسوليفان خطيراً ويحتاج للمواجهة، من أجل الحفاظ على القيم الأساسية للقارة الأوربية، بقوله: "يجب صد محاولات القوميين الموجودين ضمن مجتمعاتنا ممن تسول لهم أنفسهم استغلال هذه الأوضاع، ليعودوا بنا إلى الأيام المظلمة من القومية المتطرفة والكراهية."
وفي ليلة السبت، توافد إلى ساحة لافييت بالقرب من البيت الابيض حشود من المغتربين الفرنسيين وسكان واشنطن، لإظهار دعمهم لفرنسا في أعقاب التفجيرات واطلاق النار في باريس، والتي قتل فيها 129 شخصاً وجرح أكثر من 350.
ومن بين المتواجدين كان الدبلوماسي الايرلندي أوسوليفان، والذي يمثل 28 دولة تشكل الاتحاد الأوروبي، أكبر كتلة تجارية في العالم.
سوليفان، كغيره من كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، رأى كيف تم ربط إراقة الدماء بفرنسا مع الحرب الأهلية في سورية، وكيف حفز ذلك المعارضة الأوربية ضد المهاجرين من الشرق الاوسط وقدم الوقود للقادة السياسيين القوميين، حيث قال وزير الشؤون الأوروبية في بولندا، يوم السبت، أن بلاده لن تقبل لاجئين بموجب نظام الحصص للاتحاد الأوروبي، نظراً لسلسلة الهجمات في باريس التي استهدفت حفلاً، وملعباً لكرة القدم، ومطاعم.
وفي الوقت نفسه، تكهن رئيس وزراء سلوفاكيا، والذيً يعارض أيضاً موضوع حصص اللاجئين، بأن "الدولة الإسلامية"، هي من نفذت الهجوم مستغلة سياسة أوروبا تجاه هجرة اللاجئين .
وفي سياق متصل، قال المدعي العام في باريس فرانسوا مولان أن جواز سفر سوري تم العثور عليه على مقربة من جثث اثنين من الجهاديين الذين فجروا أنفسهم في الهجوم يوم الجمعة، وتشير بعض التقارير الأولية إلى أن أحد المهاجمين قد انتحل صفة اللاجئ، لكن مسؤولين يونانيون وأوروبيون صرحوا بأنه ليس من الواضح ما إذا كان فعلاً جواز سفر المعتدي أو هي  مجرد وثيقة مشتراة أو سرقت من المالك الأصلي.
 وأضاف مولان أيضاً بأن واحداً على الأقل من الإرهابيين السبعة، الذين نفذوا الهجمات يوم الجمعة، هو مواطن فرنسي ولد في الضاحية الجنوبية لباريس.
من جهته قال أوسوليفان بأن على نقاد سياسة استقبال اللاجئين أن يمتنعوا عن التسرع للاستنتاجات أو التعميم على الغالبية العظمى من المهاجرين على أساس حادث مأساوي واحد.  وأضاف: "إننا لا نعرف ذلك حتى الآن، أعتقد أنه سيكون من الخطأ [الخلط] بين المهاجرين وطالبي اللجوء والأنشطة الإرهابية، فمعظم من يدير هذه الأعمال هم نفس الإرهابيين الذين نشطوا في باريس".
وتأتي بعض التصريحات المعادية للمسلمين الأكثر تشدداً من داخل فرنسا نفسها، فقد قالت مارين لوبان رئيسة حزب الجبهة الوطنية المحافظ جدا في مؤتمر صحفي، يوم السبت،  بأنه يجب على الأفراد الذين ينتمون إلى الحركات الإسلامية ويحملون الجنسية المزدوجة أن تلغى جنسيتهم الفرنسية ويتم ترحيلهم من البلاد.
وأضافت: "يجب أن يمحى الإسلام الأصولي من هنا" و"على فرنسا حظر المنظمات الإسلامية والمساجد الراديكالية، وطرد الأجانب الذين يدعون للكراهية على أرضنا، بالإضافة للمهاجرين غير الشرعيين الذين لا يقومون بعمل أي شيء."
من جانبه حذر أوسوليفان من أن القومية المتشددة "قد تؤدي لانهيار بعض المبادئ الأساسية للاتحاد الأوروبي"، وقال: "إننا عازمون تماماً على أننا لن ندع الارهابيين يقسمون أوروبا أو يقسمون مجتمعاتنا."
ورغم إشادته بالفخر القومي لنظرائه الأوربيين ببلدانهم، إلا انه أشار إلى أن التجربة الأوربية في القرن العشرين، حذرت من التطرف بالشوفينية والتعصب القومي  بقوله: "نحن جميعاً فخورون بكوننا من دول مختلفة في أوروبا، فالسفير السويدي هنا وهو فخور بقوميته وأنا أيضاً فخور بقوميتي ولكننا ندرك جيداً إلى أين ممكن أن يؤدي التطرف القومي بأوروبا، ونحن لا نريد العودة إلى ذلك مرة أخرى".

مقالات ذات صلة

"التفاوض السورية" للاتحاد الاوربي: التطبيع مع النظام ينسف القرار 2254

الاتحاد الأوربي يقدم خمسة ملايين يورو دعما للوافدين من لبنان إلى سوريا

"المجلة" تنشر وثيقة أوربية لدعم التعافي المبكر في سوريا

الحكومة الإيطالية تقنع الاتحاد الأوربي بتعيين مبعوث له في سوريا

"رايتس ووتش" تؤكد تعرض العائدين من لبنان للانتهاكات على يد النظام السوري

أوربا تجدد عقوباتها على نظام الأسد بسبب الأسلحة الكيماوية