وول ستريت جورنال – (ترجمة بلدي نيوز)
قد يكون النجل الأكبر للرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد دُفع له على الأقل 50.000 دولار أواخر العام الماضي من أجل الظهور مع رئيس "المركز السياسي والعلاقات الدولية" الفرنسي، فابيان بوسار وزوجته السورية "رندة قسيس" وهم حلفاء للحكومة الروسية.
فوفقاً لمسؤولين أمريكيين وأوروبيين وعرب، تناول ترمب الابن العشاء في 11 أكتوبر في فندق ريتز-باريس، باستضافة رئيس المركز السيد بوسار وزوجته قسيس، وكان السيد بوسار قد قال سابقاً بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستحق جائزة نوبل للسلام لجهوده المبذولة لوضع حد للحرب في سورية!
الاجتماع الذي عقد في أكتوبر يمثل واحدة من سلسلة اتصالات تمت خلال العام الماضي بين أعضاء من الدائرة المقربة للرئيس الأمريكي وأشخاص مرتبطين بموسكو والمصالح الروسية! وقد ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في نوفمبر ظهور دونالد ترمب الابن في هذا الحدث.
ووفقاً لأشخاص مطلعين على المسألة، تجري الآن تحقيقات في مكافحة التجسس حول اتصالات روسيا مع العديد من المقربين من الرئيس ترمب، بما في ذلك النائب العام "جيف سيشنز"، ومن غير الواضح إن كان نجل الرئيس سيخضع لتدقيق مماثل.
ووجود اتصال مالي بين ترمب جونيور والكرملين من المرجح أن يضيف إلى المسائل الشائكة المتعلقة بعلاقة ترمب وروسيا، وذلك بعد الحملة التي كان عازفاً فيها عن انتقاد الرئيس الروسي، ودعا فيها مراراً لتحسين العلاقات مع موسكو.
ترمب الابن والذي يشغل منصب نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة ترمب، وهي شركة عقارات أسسها والده، يعتبر المسؤول في حملة والده. هذا ولم تجب الشركة عن سؤال من قبل صحيفة وول ستريت جورنال عن المبلغ المالي المذكور، فيما قالت اماندا ميلر، نائبة رئيس الشركة للتسويق: "إن السيد ترمب الابن يشارك في مناظرات الأعمال التجارية حيث يتقاسم خبراته في المشاريع ويقدم المشورة المهنية".
وكانت وكالة مواهب أمريكية تدعى "المتحدثين الامريكيين" قد أشارت على موقعها على الانترنت بأن ابن ترمب هو أحد عملائها وأنه يتقاضى ما لا يقل عن 50.000 $ مقابل الظهور في أي حدث.
وفي حدث مختلف في أكتوبر، استضاف المركز جيمس روبين، المتحدث باسم وزارة الخارجية السابق والذي خدم في حملة الانتخابات الرئاسية لهيلاري كلينتون. وكان يدفع له ما يقرب من 40،000 $ للحضور، وفقاً لأشخاص مطلعين على الحدث.
السيدة قسيس هي رئيسة حركة المجتمع التعددي، وهو حزب سياسي أقرته روسيا في المفاوضات الدولية الرامية إلى إنهاء الصراع السوري، رغم أن الزوجين قد قالا بأنهما لا يمثلان روسيا بل يركزان فقط على إنهاء الحرب.
وتعتبر قسيس ضيفاً دائماً على موسكو حيث تزورها بانتظام لتنسيق السياسات مع وزارة الخارجية الروسية. وقد ظهرت أكثر من مرة واحدة في الصور مع المسؤولين الروس في وسائل الاعلام الرسمية الروسية.
وفي المقابلات، قالت السيدة قسيس أنها أكدت لترمب الابن على حاجة الولايات المتحدة للتعاون مع روسيا لإنهاء النزاع السوري، وبأنها أوصلت وجهات نظر السيد ترمب إلى دبلوماسيين روس في رحلة لاحقة إلى موسكو. كما أضافت بأنها متفائلة بشأن التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا بعد لقائها ترمب الابن.
وقال الزوجان أنهما يعتقدان بأن النزاع السوري لا يمكن أن يحل إلا من خلال اتفاق سياسي بين واشنطن وموسكو، وبأنهما يدعمان رحيل الأسد، ولكن فقط من خلال انتقال سياسي تدريجي، وهو موقف مشترك مع الكرملين. وأن أي تنحية سريعة للرئيس الأسد ستؤدي إلى سيطرة المتطرفين الإسلاميين على سوريا.
وكان مسؤولون أمريكيون وفرنسيون سابقون وحاليون قد حذروا من التعامل مع السيدة قسيس والسيد بوسار لعلاقاتهم الوثيقة مع الروس، أما روبرت فورد، وهو مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأمريكية والذي قام بتنسيق سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا في عهد إدارة أوباما، قد قال بأنه التقى الزوجان أثناء محادثات السلام، ووجد اللقاء مفيداً كونهما يمثلان الأقلية المسيحية في سوريا.
وكانت الروابط العائلية هي من أوصلت قسيس للمراكز العليا في نظام الأسد، فزوجها الأول هو ابن الجنرال المتقاعد محمد الخولي، الرئيس السابق لفرع المخابرات السورية وأحد كبار مساعدي والد السيد الأسد، حافظ الأسد، مع أن السيدة قسيس قد أنكرت أي صلة حالية مع نظام الأسد، وتصف نفسها بأنها جزء من المعارضة السورية!
ويستضيف مركز زوجها بانتظام الدبلوماسيين الأجانب وقادة الحكومات والاستخبارات لأحداث العشاء والغداء والإفطار في باريس وغيرها من المدن، وفقاً لموقعهم على شبكة الانترنت.
وقد حضر الاجتماع المذكور مع ترمب جونيور رجال أعمال فرنسيين ومصرفيين ودبلوماسيين، ووفقاً للحاضرين، ركز النقاش على القضايا الجيوسياسية.
السيد ترمب يسافر بانتظام دولياً لمتابعة مشاريع عقارية لمنظمة ترمب، وقد شدد على أهمية الصفقات مع رجال الأعمال الروس في مقابلة عام 2008 حيث قال: "نحن نرى الكثير من المال يتدفق إلينا من روسيا".