بلدي نيوز- (عمر يوسف)
أعلنت الخارجية الروسية اليوم الاثنين عن وفاة "فيتالي تشوركين"، مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة في مدينة نيويورك، والذي أوردت في نعيه أنه توفي قبل أن يتم عامه الخامس والستين!.
يعرف السوريون "تشوركين" جيداً، فخلال سنين الثورة السورية عمل "تشوركين" خلال مقعد بلاده "الدائم" في الأمم المتحدة، على استخدام حق النقض "الفيتو" عدة مرات، في وجه مشاريع القرارات الأممية التي تدين نظام الأسد، وتطالب بمحاسبته على الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري، حيث باتت يده المرفوعة في المجلس مشهدا مألوفا عند كل استحقاق سياسي ضد الأسد ونظامه.
فبات الرجل رمزاً للمخلص والمنقذ لرأس النظام في سوريا في المحافل الدولية، ومحاميا للشيطان، وحجرة عثرة دائمة في تنفيذ الشرعية الدولية، وإنصاف الشعب السوري الكليم، الذي دفع ثمنا باهظا لفشل تلك المنظمة في منحه الحق في نظام ديمقراطي دستوري حر، قائم على العدل والمساواة بين الجميع.
"تشوركين" الذي عجز اليوم عن رفع الفيتو بوجه الموت، كان قد رفع الفيتو عدة مرات، ليتسبب بموت قرابة مليون من السوريين، وعذابات لا توصف لمن بقي حياً منهم.
الفيتو الأول كان في الرابع من تشرين الأول عام 2011، حيث عطّل الفيتو الروسي-الصيني مشروعاً دولياً بشأن فرض عقوبات على نظام الأسد، إذا ما استمر في استخدام "العنف" ضد الشعب السوري.
بينما كان الفيتو الثاني في الرابع من شباط 2012، عندما عطل مشروع حمّل رئيس النظام مسؤولية إراقة الدماء في البلاد. وقتها تذرعت روسيا والصين بمنع الولايات المتحدة والغرب، من استخدام القرارات الأممية وسيلة للتدخل العسكري في سوريا.
أما الفيتو الثالث فكان في الـ19 من تموز 2012، حيث منع صدور قرار أخر في مجلس الأمن، يقضي بفرض عقوبات على نظام الأسد، وذلك لمنع الغرب من التدخل في سوريا كما أعلنت موسكو.
وبعد عامين تقريباً تدخلت روسيا مجدداً بفيتو رابع، إذ أوقفت في الـ22 من أيار 2014 مشروع قرار يقضي بإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم حرب، وحينها دافعت روسيا عن موقفها بأن هذا المشروع من شأنه أن يضعف فرص الحل السلمي للأزمة السورية!.
وفي الثامن من تشرين الأول من العام الماضي، رفع "تشوركين" يده بالفيتو الخامس ضد مشروع القرار الفرنسي الإسباني، والمتعلق بوقف إطلاق النار في حلب، بعد أن صوت لصالحه 11 بلداً، فيما عارضه بلدان ومثلهما امتنع عن التصويت.
يد "تشوركين" التي ارتفعت مرارا وتكراراً بالفيتو في مجلس الأمن، كان من شأنها إطالة عمر نظام الأسد، واستمرار معاناة الشعب السوري، بتواطؤ روسي أممي، لتقوم روسيا أيضا بتقديم دعمها العسكري لإنقاذ كرسي النظام من السقوط.
موت "تشوركين" المفاجئ يعتبر خبراً تعيساً إضافياً لروسيا، التي تنام وتصبح على أخبار كوارث تصيبها في سوريا، من قتل لجنودها إلى خسارتها لمناطق احتلتها، ومن ضمن ما خسرته أخيراً عدة ديبلوماسيين، معظمهم على ارتباط بالملف السوري، قتلوا جميعاً في ظروف "غامضة"، ولا يعرف إن كان "تشوركين" أحد الخسائر "الجانبية" لدخول بوتين إلى سوريا.