ماذا فعلت روسيا بالمعارضة السورية؟ - It's Over 9000!

ماذا فعلت روسيا بالمعارضة السورية؟

بلدي نيوز – (منى علي)

وجهت الخارجية الروسية، اليوم الجمعة، دعوة لرئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، أنس العبدة، للقاء نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قبل مؤتمر جنيف4 المقرر عقده في العشرين من الشهر الجاري، وذلك بعد يوم واحد من استقبال بوغدانوف في موسكو وفدا من الائتلاف ضم في عضويته نائب رئيس الائتلاف وعضوين هامين.  

ولا يكاد يمضي يوم من غير أن ينضم "معارض" أو هيئة معارضة إلى النسق القائل بالحل الروسي في سوريا، سياسيون وعسكريون مؤثرون وأقل تأثيراً، مقربون من النظام وآخرون متشددون للثورة، بعضهم راح يصف روسيا بـ"الصديق" والبعض قبل بها ضامناً لوقف إطلاق النار وكفيلاً بلجم آلة القتل الأسدية وتحجيم الدور الإيراني الذي يهدد مستقبل ووجود الأكثرية السورية. ومن هنا بالتحديد انطلقت روسيا في استقطاب وجذب المعارضة، حيث طرحت نفسها البديل "الأقل سوءاً" وخطراً على حاضر البلاد ومستقبلها، كما أن التقارب مع الجانب التركي ساعد بل وضغط في هذا الاتجاه، فأنقرة عنوان لا يمكن تجاهله في تفاصيل الصراع السوري ومصيره.

إلا أن روسيا "الصديقة" لا تبدو أقل تشدداً –بعد ست سنوات- من عمر الثورة السورية، كما أن مواقفها الرئيسة لم تتغير ولم تتزحزح حتى، وبالأخص موقفها من مصير رأس النظام بشار الأسد، وسيطرتها العسكرية المطلقة على الساحل السوري كله، فما الذي يجعل "المعارضة" تتغير تجاه طرف لم يتغير؟

د. محمد الدغيم، عضو الائتلاف الوطني السوري، يرى أن روسيا زادت من عدوانيتها في السنتين الأخيرتين، يقول لبلدي نيوز: "منذ بداية الثورة السورية أظهرت روسيا موقفها الداعم لنظام الأسد المستبد سياسياً وعسكرياً وعداءها لأي تغيير في شكله ومضمونه.. وبعد إدراكها عن قرب هزيمة النظام تدخلت عسكرياً وبشكل قوي لا يقبل الشك كما جاء على لسان وزير خارجيتها لافروف.. وقد كان للتدخل الروسي المباشر في العمليات العسكرية وقصفه الشديد الأثر الكبير في تغيير معادلة الصراع بين قوى الثورة والمعارضة من جهة والنظام وحلفائه من الميلشيات الإيرانية من جهة أخرى أدت في نهاية المطاف إلى خسارة حلب المدينة الثانية والحاضنة الأكبر عددياً لمجتمع الثورة".  
ويستنتج د. دغيم: "كل ذلك جعل من الروس اللاعب الأقوى وفرض الأمر الواقع في الصراع على سوريا إقليمياً ودولياً وتتكلل ذلك بمؤتمر أستانة الذي جمع قوى الثورة والمعارضة مقابل النظام وجهاً لوجه، وهذا كله بالطبع كان نتيجة طبيعية للاتفاق الروسي التركي الذي خلص إلى ضرورة وقف إطلاق النار والدخول بالعملية السياسية من جديد وذلك باعتبارهم طرفي الضمان لكل من قوى الثورة والمعارضة والنظام".
ومن الاتفاق والتقارب التركي الروسي ينطلق عضو الائتلاف الدكتور "محمد الدغيم" ليفسر انجذاب المعارضة لموسكو، يقول: "لعل حصول هذا الاتفاق الأخير بين الروس والأتراك هو ما شجع الكثير من أطراف الثورة والمعارضة على أن تخطو بخطوات أكثر سرعة اتجاه الروس وعقد اللقاءات المباشرة والتي كان آخرها البارحة (وفد الائتلاف إلى موسكو)، وذلك لكون تركيا هي الأكثر تأثيراً في معظم الفصائل العسكرية في الشمال والساحة السورية إضافة لمعظم المؤسسات السياسية والثورية وعلى رأسها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" .

ويقيّم عضو الائتلاف الموقف بالقول: "رغم معرفتنا المسبقة بوقوف روسيا مع النظام إلى جانب إيران وميليشياتها إلا أنه لابد من التنويه إلى أن روسيا غير راضية عن التغلغل الإيراني بهذا الشكل الكبير الذي قد يخرج سوريا من دائرة نفوذها وحدود مصالحها الاستراتيجية كما خرجت العراق نسبياً من دائرة الفاعل والمحتل الأمريكي لتقع لقمة سائغة بيد الإيرانيين.
وإن كنا نعتقد أن الدور الروسي بعد تناغمه واتفاقه مع الأتراك سيكون هو العامل الحاسم والأكثر فاعلية في عودة المفاوضات المباشرة بين الأطراف السورية إلا أنه من الصعب التكهن بقادم الأيام حسب ما عودتنا الحالة السورية ولاسيما بعد وصول ترامب ومباشرة عمله بالبيت الأبيض" .

سؤال روسيا والمعارضة، يعود بنا إلى مقال شهير لرئيس الائتلاف الأسبق، معاذ الخطيب، بعنوان "هل تشرق الشمس من موسكو"، كتبه في شهر 11 عام 2014، سبب وقت نشره عاصفة ردود وصلت حد التخوين، إلا أن الصورة انقلبت تماماً، وصار المعارضون يجلسون مباشرة إلى الروس، ولا تغيب الابتسامات عن اللقاء، ما يوحي بجو لطيف، مع أن الطائرات الروسية ما زالت تمارس الدور نفسه بقصف وقتل السوريين الأبرياء، القتلى الذين من المفترض أن هؤلاء المعارضين يمثلونهم!.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//