بلدي نيوز- (أحمد العلي)
غلاء مواد البناء الأولية، وسوء الأوضاع المعيشية للأهالي في سوريا، منع الكثير من السوريين من إعادة ترميم منازلهم المدمرة بفعل القصف، فلجأ العديد منهم إلى حرفة قديمة جدا، وتعتبر في زماننا هذا صناعة بدائية شارفت على الانقراض وهي "البيوت الطينية".
المهندس (أحمد علوش) المشرف على أحد مشاريع البيوت الطينية في الشمال السوري قال لبلدي نيوز: "حول القصف كثيرا من المدن والقرى إلى رماد، كما امتلأت إدلب بالمهجرين قسرا من منازلهم من مختلف مناطق سوريا، فلم يكن أمامهم سوى إنشاء بيوت من الطين، لقلة التكلفة الاقتصادية، كما يستطيع النازح التخلي عن المنزل حينما أراد".
وأضاف (علوش): " لجأ الأهالي إلى بناء المنازل الطينية لسهولة بنائها والسرعة في إنشائها، كما تتوفر مواد البناء بتكلفة منخفضة، وتمتاز بالعزل الطبيعي ضد التقلبات الجوية والمناخية".
وأشار علوش أنه في وقت سابق بنيت قرية طينية تحت اسم "مشروع السكن البديل"، وهو عبارة عن 90 منزلاً طينيا يستوعب 90 عائلة نازحة، كل منها يتألف من غرفتين ومطبخ وحمام كل منزل منها مزودة بالكهرباء وخزانات مياه الشرب، وشبكة صرف صحي وخدمي مدفونة تحت الأرض".
وأضاف أن صناعة اللبن تكون من الطين الممزوج بالقش بدلا من المصنوع من الأسمنت، الذي يحتاج لمواد أكثر وهو غالي الثمن، كما وفرت هذه الصناعة لكثير من الأشخاص العاطلين عن العمل فرصا لهم، حيث تعمل إحدى المنظمات على بناء قرية جديدة وجامع من الطين، بالقرب من بلدة حارم بريف إدلب".
قد تشكو هذه المساكن من قلة الجودة والنوعية كونها بديلا مؤقتا رغم طول فترة الاعتماد عليها، ولكنها تبقى مثالا حيا على تحدي إرادة القتل التي يتبعها الأسد وحلفائه مقابل إرادة الحياة، كما كان هذا الحل الوحيد أمام السوريين للبقاء في أرضهم وعدم اللجوء إلى المخيمات في الدول المحاذية لسوريا.
الجدير بالذكر بأن النظام لم يكتف بقصف منازل الأهالي وتهجيرهم، فلحقهم في مناطق نزوحهم وقصف بالطيران الحربي قرية آفس الطينية المصغرة بريف إدلب، ما أدى لوقوع شهداء وجرحى وتهدم عدد من المنازل.