بلدي نيوز- (متابعات)
منعت روسيا رأس النظام بشار الأسد من زيارة حلب في عيدي الميلاد ورأس السنة، وإلقاء خطاب في المدينة، وذلك حرصاً من موسكو على علاقتها مع تركيا، وبحثها عن تسوية سياسية للأزمة السورية، وفقاً لما نشرته صحيفة "العرب" اللندنية، أمس الثلاثاء.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عربية لم تسمها، أن بشار الأسد كان ينوي إلقاء خطاب بالمدينة يعلن فيه "الانتصار على الإرهاب والتطرّف"، والتأكيد أن تحرير حلب ليس سوى خطوة أولى على طريق استرجاع النظام لسيطرته على كل الأراضي السورية، وأن معارك أخرى ستدور من أجل استرجاع إدلب ودير الزور والرقّة.
المصادر نفسها ذكرت أن موسكو "مارست ضغوطاً قوية على الأسد من أجل التراجع عن هذه الخطوة، وذكرته بأنه كان قطع وعداً للرئيس فلاديمير بوتين بعدم القيام بأيّ خطوة ذات طابع عسكري أو سياسي من دون ضوء أخضر روسي."
وكان الرئيس الروسي حصل من الأسد، بعيد التدخل العسكري الروسي المباشر، على التزامات واضحة تقضي باتباع ما تمليه عليه موسكو حرفياً.
وكان هذا الشرط من بين الشروط التي وضعتها موسكو مقابل تدخلها العسكري الذي منع سقوط الساحل السوري في أيدي كتائب الثوار في أيلول/ سبتمبر 2015.
وأوضحت المصادر، أن من بين الأسباب التي دفعت القيادة الروسية إلى منع رئيس النظام من التوجّه إلى حلب التزامات قطعتها موسكو لأنقرة، التي لم تمانع بدورها تحقيق "الانتصار" باسترجاع الأحياء التي كانت تحت سيطرة المعارضة في حلب أواخر العام 2016.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أنّ زيارة وزير الخارجية في حكومة الأسد وليد المعلّم، يرافقه اللواء علي مملوك رئيس مكتب الأمن القومي في سوريا، لطهران قبل أيام، مرتبطة بالتطورات في حلب.
وذكرت أن المعلّم ومملوك أرادا طمأنة الإيرانيين إلى أن دورهم في سوريا لا يزال محفوظاً، على الرغم من أن روسيا وتركيا صارتا في الواجهة، وأعلنتا وقفاً لإطلاق النار يشمل كل الجبهات.
وكشفت أنّ استمرار الخرق لوقف النار، خصوصاً في مناطق قريبة من دمشق، بينها وادي بردى، يعكس تضايقاً إيرانياً من تقدّم الدور الروسي- التركي على حساب أي دور آخر، ومن ذلك الدور الإيراني ودور المليشيات الشيعية الآتية من لبنان والعراق.
وأكدت المصادر أن هناك إصراراً روسياً في المرحلة الراهنة، خصوصاً قبل أيّام قليلة من تسلم الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب لمهمّاته، على الإمساك كلياً بالورقة السورية، ومنع الأسد من القيام بأيّ مناورات يظهر عبرها أن الورقة الإيرانية ما زالت تسمح له بإقامة توازن بين موسكو وطهران.
وترى هذه الأوساط أن تدخل موسكو لمنع إلقاء الأسد لـ"خطاب النصر" من حلب يظهر مدى جدية الرئيس الروسي في التشديد على أن قرار الحرب والسلم في سوريا روسي دون أي منازع، وأن الشراكة الروسية التركية جدية وهي قاعدة لمقاربة بوتين للمسار السوري.