روسيا تخون "دي ميستورا" - It's Over 9000!

روسيا تخون "دي ميستورا"

بلدي نيوز – (خاص)
شكّل الإعلان عن عقد مؤتمر للمفاوضات بين الأطراف السورية في العاصمة الكازخية "أستانة"، صدمة للمبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، واعتبرها "طعنة في الظهر"، ويرفض أن تكون هناك أي منصة بديلة عن جنيف ولا إعلان موسكو مرجعية بديلة من القرار 2254.
وبات إعلان موسكو ما يشبه النعي الرسمي لأي وجود أوروبي أو أمريكي أو أممي في "خارطة الطريق" التي رسمها الاتفاق الثلاثي بين روسيا وإيران وتركيا، مع احتمالية انضمام السعودية إلى تلك المجموعة وهو ما قد يساعدها أكثر على النمو والإثمار.
ويعمل دي ميستورا بشكل مكثف من أجل الدعوة لعقد جولة مفاوضات جديدة في جنيف، لنزع الشرعية عن مؤتمر أستانة، وحسب مصادر مطلعة فإن دي ميستورا يتواصل مع الاتحاد الأوروبي وفريق الرئيس الأمريكي الجديد للدفع باتجاه استكمال عملية السلام السورية، ويأمل المبعوث الدولي أن يعمل الأوروبيون وواشنطن على الضغط على موسكو لجعل مؤتمر "أستانة" محطة أولى تسبق اجتماعات جنيف، حسب ذات المصادر.
وتحاول موسكو طرح نفسها كوسيط وراعي محادثات أكثر من كونها طرفاً بين الإيرانيين والأتراك، كما تلعب على الخلافات التركية الأميركية الكبيرة بشأن تعامل واشنطن مع ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي، العدو الأول لأنقرة، والذي مكنته سياسات واشنطن من توسيع نفوذه في سوريا بما لم يكن يحلم به في أي وقت مضى، ويعمل بوتين مع إدارته على إيجاد حل سريع في سوريا، من خلال التفاهم الإقليمي، واضعاً في الحسبان أن اجتماعات جنيف لم تنتج شيء وكانت نتائجها تساوي الصفر.
وكان الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي قد رفض أن تكون موسكو هي الراعية للمفاوضات، حيث قال تعليقاً على "إعلان موسكو": "ليس قلقاً من ماهية المكان الذي ستجرى فيه المشاورات، بل، بالدرجة الأولى، من ضرورة إقناع حكومة دمشق ومعارضيها بالجلوس حول طاولة المفاوضات، ولا نزال مقتنعين بأن هذا الأمر يجب تطبيقه تحت إشراف أممي، وإن دي ميستورا وفريقه هم الوسطاء المناسبون لإدارة هذه المشاورات".
إلى ذلك تخشى المعارضة السورية كثيراً من نتائج "معركة حلب"، وتسعى للتخفيف من خسائرها، وتعكف لجنة من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية على دراسة ما يمكن كسبه من خلال إذا ما شاركت في مؤتمر "أستانة"، حسب مصدر من المعارضة السورية.
ونقل موقع الائتلاف أمس أن نائب الرئيس عبد الأحد اسطيفو أشار إلى أنهم "يعملون على صياغة استراتيجية جديدة للثورة السورية ويجري مشاورات بشأنها على كافة المستويات السياسية والعسكرية والمدنية لمواجهة نظام الأسد الذي يتلقى دعما دولياً واسعاً".
وأضاف اسطيفو أن الاستراتيجية الجديدة "تبدأ من الاعتماد على الذات"، مشيراً إلى أنها تحاول إعادة روح الثورة ومدنيتها والقيم والمبادئ التي قامت عليها.
بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، إنها لا تنتظر مشاركة الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية في الاجتماع المزعم عقده في كزاخستان.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، إن "وفد النظام وممثلي المعارضة سيشاركون في الاجتماع في الأستانة (عاصمة كزاخستان)"، مشيرا أن وفد المعارضة يجب أن يتكون من "المعارضة السورية المسلحة باستثناء "جبهة النصرة وتنظيم "الدولة"، إضافة إلى المعارضة "المعتدلة" والأكراد، إضافة إلى القوى السياسية الموجودة على الأرض، أما "الهيئة العليا" فإنها معارضة خارجية. على حد وصفه.
وأشار غاتيلوف، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام روسية، إلى إنه يتوقع أن تنعقد محادثات سلام جديدة بشأن سوريا بدعم من موسكو وأنقرة وطهران في منتصف كانون الثاني/يناير القادم، مؤكدا أن التوصل إلى اتفاق حول عقد اجتماع في الأستانة ليس بديل لعملية جنيف، بل ننطلق منه لتكملة لجنيف".
من جانبه، قال مستشار قائد الحرس الثوري للشؤون الإعلامية والثقافية في إيران حميد رضا مقدم فر إن غياب نظام الأسد عن لقاء موسكو الثلاثي الذي جمع روسيا وتركيا وإيران، يستحق التوقف عنده والتأمل فيه.
وأضاف مقدم فر أنه إذا كان هذا النهج الدبلوماسي سيستمر في المستقبل فلا بد من انضمام نظام الأسد إلى مثل هذه الاجتماعات لتغدو لقاء رباعيا.
وأكد الخبير السياسي الإيراني أن لقاءات كهذه ستكون مهمة ومؤثرة إذا استطاعت إيجاد شرخ في المحور الذي يضم السعودية وقطر وتركيا والإمارات ودولا أخرى.
وقال إنه إذا انتهى ذلك بخروج تركيا من هذا الصف، فسيكون حدثا مهما للغاية.
أما الهيئة العليا، فاعتبرت في تصريح للناطق باسمها سالم المسلط، الأربعاء الماضي، إنه ينبغي عدم السماح لنجاح الحرب الإعلامية الروسية، إذ أن تصريحها الكاذب بأن عملية الأمم المتحدة في جنيف قد وصلت إلى طريق مسدود هي محاولة فجة لقتل المحادثات.
وأشار المسلط، إلى إن روسيا وإيران تحاولان تقليص دور الأمم المتحدة وإطالة معاناة الشعب السوري، مستخدمتان بلادنا لأجل أطماعها التوسعية الاستعمارية ومصالحها السياسية.

وأكد أن المعارضة السورية تؤيد حلاً سياسياً، بالنيابة عن جميع السوريين الذين يرفضون العنف، يتم التوصل إليه من خلال المفاوضات في جنيف. إننا نرحب بتصميم المبعوث الأممي الخاص لاستئناف العملية، باعتبارها السبيل الوحيد للوصول إلى سوريا خالية من الإرهاب والحروب التي يشنها الآخرون على أرضنا.
وكان رئيس وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف أسعد الزعبي قال في تصريح خاص لبلدي نيوز إن كل حل يتم طرحه لا يبدأ بالنظام ورأس النظام هو مرفوض من المعارضة، مضيفاً أن المشاركة مرفوضة في مؤتمر أستانة، معتبراً انه خارج الأمم المتحدة، فهو غير شرعي.
وأشار الزعبي إلى أنهم متمسكون بالقرارات الدولية ومخرجات مؤتمر الرياض، وأضاف أنها تلبي تطلعات المعارضة السورية وثوابت الثورة السورية.

مقالات ذات صلة

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

تعيين مرهف أبو قصرة وزيرا للدفاع في الحكومة السورية الجديدة

//