احتلال إيراني ورسائل "إسرائيلية" تتحدى "نخوة" العرب بسوريا - It's Over 9000!

احتلال إيراني ورسائل "إسرائيلية" تتحدى "نخوة" العرب بسوريا

بلدي نيوز – (منى علي)

في الوقت الذي تبذل فيه تركيا جهودا إنسانية كبيرة لاحتواء أزمة مُهجّري حلب، قدمت "إسرائيل" عرضا غريبا تبدي من خلاله استعدادها لعلاج جرحى ومرضى حلب المهجرين، في ظل غياب تام وكامل لجميع الدول العربية عن الساحة السورية سياسيا وإنسانيا، باستثناء حملات تبرع كبيرة في قطر ودول قليلة أخرى وجهود في المحافل الدولية يؤمن الجميع بلا جدواها، فمصير سوريا ومستقبلها أيضا يتم الاتفاق عليه في موسكو بين إيران وتركيا وروسيا!!.. فهل تنصل العرب نهائيا من مسؤولياتهم تجاه سوريا؟.

واليوم تداركت موسكو ما يبدو غيابا عربيا تاماً عن الاتفاق التركي الإيراني الروسي المزمع، وذلك بإبدائها الاهتمام بانضمام السعودية إلى ذلك الاتفاق، وهو ما سيجعل الاتفاق "أكثر مشروعية" في حال موافقة السعودية المحسوبة كليا على المعارضة السورية، إلا أن المعارضة السياسية بادرت إلى رفض الاتفاق وما سيترتب عليه في مفاوضات "أستانة" عاصمة كازاخستان التي اقترحها الاتفاق لتكون مكانا جديدا للتفاوض، وقال رئيس وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف، العميد أسعد الزعبي، في تصريح خاص لبلدي نيوز "إن كل حل يتم طرحه لا يبدأ بالنظام ورأس النظام هو مرفوض من المعارضة"، مضيفاً أن المشاركة مرفوضة في مؤتمر الأستانة، معتبراً انه خارج الأمم المتحدة، فهو غير شرعي.

وحول التخلي العربي، والإحراج الإيراني الإسرائيلي للعرب، رأى الكاتب الصحفي السوري محمد منصور أن "العرض الإسرائيلي بمعالجة جرحى حلب، هو عرض سياسي وليس إنسانياً على الإطلاق. إنه عرض محمّل بكم هائل من الرسائل السياسية التي تقول للعالم: هاهي إسرائيل واحدة الديمقراطية بالشرق الأوسط، التي تعيش في بحر العداوات العربية، تريد معالجة جرحى سوريين، يقتلهم نظامهم، ويتخلى عنهم إخوتهم العرب. وتقول للعرب: هذه هي إسرائيل التي مازال بعضكم يعاديها، نظام عربي عدو لها يقتل شعبه، ونحن نمد يدنا لمعالجة الجرحى الأبرياء. وتقول لمحور المقاومة والممانعة، وهو أحب الأعداء إليها: لقد قدمت لكم عرضاً يحرج الثورة السورية، ويعطي أبواقكم المنفلتة على الشاشات ذريعة جديدة لمهاجمة الثورة التي ستسقط أهم الأوراق في محور عداوتكم الوهمية التي نحتاجها ونتمنى أن تظل مستعرة... وهي ورقة نظام الأسد".
ويستطرد الصحفي "منصور" في تحليل الرسائل "الإسرائيلية"، بالقول: "الأسوأ من تخلي العرب نهائياً عن القضية السورية، هو هذا اللعب الإسرائيلي الفاجر على حساب الدم السوري.. فهي من جهة تبذل ما في وسعها للإبقاء على نظام الأسد لأطول فترة ممكنة، كي يقتل ويدمر ويشرد، ثم تنسق مع روسيا في حربها الجوية ضد الثورة السورية، وتقول لها: أهلا بك في جوارنا لإطالة عمر نظام الأسد... ثم تريد أن تظهر في مظهر إنساني وتمد يدها لمعالجة الجرحى الذين يجرحون ويموتون كل يوم بسبب موقفها المعروف من بقاء الأسد".
وعن موقف العرب أو غياب الموقف العربي، يضيف الصحفي والناقد محمد منصور، لبلدي نيوز: "في ظل شبكة الرسائل السياسية التي تلعب على الشيء ونقيضه، وتتاجر بالدم السوري سياسيا وإنسانياً وبروتوكوليا واستراتيجياً... يبدو الحدث عن العرب ومسؤولياتهم الافتراضية أمراً مؤسفاً جداً وما عاد يجدي فيه عتبٌ أو تقريع.. فالعرب منقسمون على الدم السوري، بين متعاطف صامت، وبين متعاطف يحاول أن يرضي ضميره ببعض التبرعات، وبين متخاذل وشامت ومساند ومدافع عنيد عن جرائم الأسد وحلفائه. إنهم باختصار لا يريدون أن يدفعوا ضريبة نصرة الثورة السورية من إصلاح أنظمتهم السياسية، ومن الوقوف الحقيقي والصارم في وجه المشروع الإيراني التوسعي الذي يستهدفهم في عقر دارهم"...

ويرى "منصور" أن ضرائب جسيمة سيدفعها الصامتون طال الزمن أم قصر، "النتائج المحتملة لهذا كله، هي أن من يتأخر عن دفع ضريبة استحقاق، لن يتمكن من الهروب منه، لكنه سيؤخره فقط، ليجد نفسه طال الزمن أم قصر أمام استحقاق أشد وأدهى.. وضرائب لا تدفع من فائض مال أو قوة، بل من كرامة ووجود".

وبينما يتمشى "قاسم سليماني" في شوارع حلب، وقبلها في بيروت وصنعاء، وعينه على البحرين والكويت، تكتفي "جامعة الدول العربية" باجتماع على مستوى المندوبين الدائمين، يندد بجرائم النظام في حلب، قبل أن ينفض الجمع ويغرقوا في مشاكل جانبية داخلية وبينية تستهلك المال والجهد وتشتت الشارع وتغرقه في هموم صغرى، غير مبالين بالجبل الذي انهار بين فارس وبلاد الشام والرافدين، وانطلق المد الجديد المدجج بأوهام التاريخ الذي لن يقف –إن استطاع- إلا على أبواب مكة المكرمة، ليسرق الحجر الأسود مرة أخرى، وكفى بالصاروخ الحوثي الذي أطلق باتجاه مكة، نذيرا. 

مقالات ذات صلة

روسيا تبدي استعدادها للتفاوض مع ترمب بشأن سوريا

تقرير.. ارتفاع معدلات الفقر لنحو 91 بالمئة شمال غرب سوريا

أبرز ما جاء في أستانا 22 بين المعارضة والنظام والدول الضامنة

الحسكة.. "قسد" تعلن نهاية حملتها الأمنية في الهول

بدء اجتماعات مؤتمر أستانا 22 في كازاخستان

إسرائيل تستهدف شحنة أسلحة قادمة من العراق إلى سوريا