بلدي نيوز – حمص (ميار حيدر)
قالت القناة المركزية لقاعدة "حميميم" الروسية في الساحل السوري، والناطقة باللغة العربية، إن تنظيم "الدولة" استخدم استراتيجية أكاديمية أمريكية في الهجمات الأخيرة على تدمر وما حولها، الأمر الذي أدى لسقوط تلك المناطق بيد التنظيم، على حد وصفها.
وزعمت المصادر الروسية بأن تنظيم الدولة استخدم أساليب "خداع عسكرية جديدة" في معارك ريف حمص الشمالي، وأن هذه الاستراتيجيات تم تدريسها في الأكاديميات العسكرية الأمريكية، مشيرةً إلى إن تنظيم "الدولة" استخدم أربعة آلاف مقاتل في الهجوم، مستغلاً العامل الجوي، وفق القاعدة الروسية.
فيما أشارت القناة المركزية الروسية لقاعدة "حميميم" العسكرية، إلى أنها بصدد نشر قوات برية في المنطقة، لاستعادة تدمر والنقاط العسكرية التي خسرتها مع الأسد في ريف حمص الشرقي، وكان قد أعلن تنظيم الدولة أمس الاثنين، سيطرته على الكتيبة المهجورة في مطار "التيفور" العسكري بريف حمص الشرقي إثر اشتباكات عنيفة مع قوات النظام في المطار.
تنظيم "الدولة" الذي نفذ هجوماً عنيفاً على المطار من المحور الجنوبي إثر سيطرته على مناطق "المشتل وقصر الحير والمواقع المحيطة بها قرب منطقة الباردة" جنوبي المطار، عقب مواجهات مع النظام أدت لمقتل العديد من العناصر للأخير.
تواطؤ روسي أم دهاء التنظيم؟
بررت قوات الاحتلال الروسي في سوريا فشلها وفشل قوات النظام في صد هجمات تنظيم "الدولة" على ريف حمص الشرقي، بما فيه من مدينة تدمر، وتلال ونقاط عسكرية سيطر عليها، بالقول: هجمات التنظيم كان فيها قرابة أربعة آلاف عنصر مشارك، واستخدم التنظيم العربات المفخخة، واتبع وسيلة هجوم عسكرية جديدة، اعتمدت على سياسة التقدم والتراجع بهدف تشتيت المدفعية وسلاح الجو.
وحول عدم تدخل الطائرات الروسية لمنع تقدم التنظيم، تحدثت قاعدة حميميم الروسية، بأن الطائرات كانت بحاجة لإحداثيات معينة، ولكن الأحوال الجوية جعلت الرؤية صعبة، مما أدى إلى تحييد سلاح الجو، على حد وصف المصدر الروسي.
وأردفت، اتبع تنظيم "الدولة" أساليب تغيير المواقع بعد تقديم الإحداثيات للمدفعية أو الطائرات أو السفن الحربية بعد أقل من ثلاث أو أربع دقائق، يرتدي مقاتلو التنظيم ألبسة تؤمن التمويه مع الطبيعة الصحراوية وتجعل الرؤية صعبة ليلاً ونهارا.
مراقبون للشأن السوري، اعتقدوا، أن التبريرات الروسية أمام هجمات التنظيم، هدفها سياسي وإعلامي، السياسي منها، هو رفع منسوب الحديث عن الإرهاب عالمياً، للتغطية على الإرهاب الروسي في حلب، متسائلين عن كيفية قيام الطائرات الروسية بحرق حلب بما فيها من مدنيين، وترك تنظيم "الدولة" يستحوذ على كميات كبيرة من الأسلحة في تدمر والنقاط العسكرية التي سيطر عليها من قوات النظام.
فيما أفادت مصادر أمنية تركية، أمس الإثنين، أن النظام تعمد ترك مضادات "دروع" و"طيران عالي النطاق" لتنظيم "الدولة" في مدينة تدمر وسط البلاد، بهدف تسليحه ضد فصائل الجيش السوري الحر التي تقاتل في إطار عملية "درع الفرات".
وقالت المصادر الأمنية لوكالة الأناضول، إنهم توصلوا إلى نتيجة بأن نظام الأسد يسلح تنظيم "الدولة" بشكل متعمد، وأنه لم يقم بتدمير مضادات الدروع والطيران قبل انسحابه من مدينة تدمر التابعة لمحافظة حمص.
فيما رأى خبراء ومختصون ألمحوا وبعضهم أكد أن المستفيد الأكبر من تلك السيطرة هو النظام وحليفته روسيا لصرف الأنظار عن الجرائم والانتهاكات التي يقومان بها في شرقي حلب، خاصة في هذا التوقيت الذي تصاعدت النداءات الدولية لوقف إطلاق النار فيها، بحسب ذات المصدر.
الخبراء استندوا في نظريتهم إلى أن النظام "تساهل" في تسليم تدمر بسرعة كبيرة، كما اعترف سريعا أيضاً بوسائل إعلامه الرسمية أنه فقد السيطرة على المدينة على غير العادة، وذلك كله من أجل إثبات أن "الإرهاب" يستهدف النظام وروسيا اللذين يقومان بمحاربته، وذلك كله من بوابة المدينة المدرجة على لوائح التراث العالمي.