بلدي نيوز – حماة (شحود جدوع)
دعَّمت قوات النظام والميليشيات الموالية لها، معظم نقاط تواجدها على أطراف المناطق المحررة بريف حماة، وذلك بعد وصول تعزيزات كبيرة من الفرقة الثالثة وميليشيا "درع القلمون" إلى مناطق التماس بريفي حماة الشمالي والشمالي الشرقي.
وتعد مدينة حماة، من أهم نقاط الارتكاز التي يعتمد عليها نظام الأسد في معظم عملياته العسكرية شمال سوريا، حيث تعتبر مركزاً لتجمع المليشيات الطائفية، ونقطة الانطلاق براً عبر طريق أثريا- خناصر باتجاه مدينة حلب وريف الرقة الغربي، فضلاً عن كون أريافها الموالية من أكبر الخزانات البشرية المساندة للنظام في عملياته العسكرية.
إضافة إلى ذلك، هناك المطار العسكري الذي تتواجد فيه العديد من الطائرات الحربية والمروحية ومعمل للبراميل، ناهيك عن وجود العديد من القطع العسكرية جنوب شرق المدينة والتي تتمركز فيها ميليشيا "حزب الله" وإيران كالبحوث العلمية ومعامل الدفاع.
واستمات نظام الأسد في السيطرة على مدينة حماة مع بداية الحراك السلمي في المدينة عام 2011م، واقتحم المدينة بمئات المدرعات والمجنزرات والدبابات وآلاف العناصر، وسيطر على معظم أحياء المدينة حينها، وبقيت بعض الأحياء كَحي مشاع الأربعين، وباب قبلي وجنوب الملعب في قبضة الثوار، قبل أن يقوم النظام بقصف هذه الأحياء وإخراج الثوار منها وإزالة حي مشاع الأربعين بشكل كامل عن الخريطة الحموية، بعد تدميره وتجريفه بالجرافات والآليات الهندسية، ليتوجه معظم ثوار المدينة إلى الأرياف المحيطة بها.
وخلال الأعوام الثلاثة الماضية سعى نظام الأسد جاهداً إلى توسيع مناطق سيطرته في الأرياف المحيطة وتأمين طوق عسكري حول المدينة، يمتد من جورين غرباً إلى ناحية السعن شرقاً بعد تهجير سكان المناطق ذات الطابع المعارض من قراهم، وجعلها ثكنات عسكرية خالية من أي تواجد مدني.
وبعد سيطرة النظام على معظم مناطق الريف الحموي، قام الثوار بعدة عمليات عسكرية بغية تحرير أرياف المدينة للوصول إلى حماة وتحريرها، وبهذه العمليات المتواترة والتي سيطر فيها الثوار على أجزاء واسعة من أرياف حماة، ظهرت لهم النقاط القاتلة التي قد تخلط معظم أوراقه وتخرِّب معظم مشاريعه في حال تمت مهاجمتها وتحريرها.
ومن أهم هذه النقاط مدينة السلمية الواقعة شرق حماة، والتي تعتبر عقدة الوصل الأضخم بين الشمال السوري ومناطق العمق السوري والساحل والطريق البري الوحيد للإمدادات العسكرية يمر عبرها.
النقطة الثانية هي بلدة جورين الواقعة في أقصى الشمال الغربي من ريف المدينة والتي تحوي ترسانة كبيرة من السلاح والذخيرة، وهي من أهم النقاط التي بإمكان الثوار الولوج منها إلى المناطق الجبلية الموالية في حال سيطرتهم عليها وتحريرها ونقل المعركة إلى عمق المناطق الموالية له.
وأيضا مركز المدينة الذي يعتبر أكبر قاعدة اقتصادية للنظام، حيث اجتمع فيه معظم تجار حماة، وإدلب، والرقة، وحلب ، بالإضافة إلى القواعد العسكرية الضخمة المحيطة بها كاالمطار العسكري الملاصق للأحياء الغربية من المدينة، والفوج 47 الواقع جنوب شرق حي الصناعة.
وقد حاول الثوار عدة مرات التقدم باتجاه النقاط السابقة، لكنهم جوبهوا بمقاومة شرسة من نظام الأسد الذي استعان بميليشيا "حزب الله" ومرتزقة شرق آسيويين وعناصر إيرانيين ومؤخراً بالطيران الروسي واستخدام سياسة الأرض المحروقة للمناطق الثائرة بعد أن استشعر خطورة تقدم الثوار إلى مناطقه الموالية والمناطق المتاخمة لمدينة حماة.
وتشكل مدينة حماة قلقاً مستمراً لنظام الأسد الذي يضيق الخناق على المناطق التي يسيطر عليها ريفاً ومدينة، حيث باتت أشبه بثكنات عسكرية ولا يخلو شارع أو حي أو قرية من تواجد دوريات للنظام أو حواجز للشبيحة، الأمر الذي يعيد إلى الذاكرة فترة ما بعد أحداث حماة خلال عامي 1982 و 1983والتي لازالت إلى يومنا هذا كابوساً كان يؤرق الأسد الأب واليوم ينغص عيش الابن.