بلدي نيوز – (صالح العبدالله)
حاولت روسيا خلال حربها على الشعب السوري اختلاق ذرائع متعددة لتبرير قصفها للمدنيين العزل في مختلف المناطق السورية كان آخرها استهداف "جبهة فتح الشام" التي طالبت بخروجها من حلب حتى توقف قصفها على المدينة.
وجاء إعلان فصائل المعارضة السورية في الأحياء الشرقية المحاصرة في حلب بما فيها "جبهة فتح الشام" لحل نفسها واندماجها تحت قيادة واحدة بمسمى جيش حلب، جاء الإعلان بمثابة سد ذريعة روسيا بقصف الأحياء الشرقية.
غير أن الذريعة الروسية بقصف الأحياء الشرقية على الرغم من وضوح كذبها من خلال التسجيلات المصورة التي أظهرت استشهاد وإصابة المئات في الأيام الماضية من المدنيين على وجه التحديد، ناهيك عن تدمير كل مشافي المدينة، والمرافق الحيوية ومنازل المدنيين.
وجدت روسيا نفسها في مأزق بعد زوال ذريعتها بقصف "جبهة فتح الشام" فأعلنت صراحة عن وقوفها ضد ثورة الشعب السوري وضد عموم الثوار، حيث قال وزير خارجيتها سيرغي لافروف "سندعم الجيش السوري ضد أي مقاتلين معارضين يبقون في شرق حلب".
وتابع بالقول "من يرفض من المعارضة مغادرة شرق حلب سيتم التعامل معهم كإرهابيين"، بعد هذه التصريحات تتضح الصورة من جانب روسيا، إذ لم يكن هدفها يوماً القضاء على الإرهاب، إنما دعمها للأسد لضمان بقائه ومن ثم تحقيق مصالحها في سوريا.
وتعيد هذه التصريحات التي كشفت زيف نية روسيا في سوريا إلى الأذهان ما صرحت به في بداية تدخلها في سوريا في 30 أيلول/سبتمبر 2015م، حيث قالت أنها استهدفت مواقع تنظيم "الدولة" في أرياف حماة وحمص وإدلب في المناطق التي لا وجود لتنظيم "الدولة" فيها، حيث تركزت غاراتها يومها على مقرات تابع للجيش الحر، ومنازل المدنيين، واستشهد على إثرها مئات المدنيين.
دليل آخر على زيف نية روسيا في محاربة "الإرهاب" وأن تدخلها ضد ثورة السوريين من أجل تحقيق مصالحها، وهو تسارع السباق مع إيران لإثبات الوجود الأقوى من خلال إنشاء القواعد العسكرية وتمددها بدء من قاعدة حميميم إلى محطة بث صلنفة في ريف اللاذقية، ومدينة تدمر التي أنشأت فيها قاعدة خلال الأشهر الماضية بعد طرد تنظيم "الدولة" منها، ومن ثم ميناء طرطوس واستقدام حاملة الطائرات إليه، وأخيراً وليس آخراً مصفاة بانياس النفطية التي طردت منها موظفي النظام، وحل محلهم ضباط روس.
كما أن استلام روسيا لزمام الأمور في حرب النظام وحلفائه على حلب، يعد شوطاً من أشواط السباق الإيراني الروسي، لإثبات الوجود، وهذا ما بدا جلياً من خلال مفاوضة المجتمع الدولي لروسيا بدلاً من إيران وقبلها النظام من أجل التهدئة ووقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية للمدنيين.
لم تكتف روسيا بما أعلنته من تصريحات جاهرت فيها العداء للسوريين وثورتهم، بل حاولت وتحاول تعطيل القرارات الدولية في مجلس الأمن من أجل إنقاذ المدنيين، كان آخر هذه المحاولات انتقادها لمشروع قرار في الأمم المتحدة من المقرر أن يتم التصويت عليها اليوم الاثنين، حيث قال لافروف: "إن طرح مشروع قرار الأمم المتحدة بشأن وقف إطلاق النار في حلب للتصويت غير بناء".
وكان قال لافروف أول أمس السبت، إن المشاورات بين الخبراء العسكريين الروس والأميركيين في جنيف، يجب أن تركز على تحديد فترة زمنية لحل الوضع في حلب وانسحاب فصائل الثوار -دون استثناء- من المدينة، أي أن الهدف إفراغ حلب من أهلها.