دي مستورا مجدداً.. يساوي بين الجلاد والضحية - It's Over 9000!

دي مستورا مجدداً.. يساوي بين الجلاد والضحية

بلدي نيوز- (نور مارتيني)
شهدت أحياء مدينة حلب الشرقية المحاصرة هجمة شرسة، في غضون الأسابيع المنصرمة؛ هذه الهجمة التي لم تتوقف منذ بداية العام الحالي على حلب، غير أن ما فاقم الأزمة الإنسانية في حلب، هو الحصار المطبق على أحياء المدينة منذ شهور، والذي تمكّن جيش الفتح من إحداث تغرة فيه، وإدخال بعض المواد الغذائية إلى المدينة المحاصرة، سرعان ما سبقته إليها الطائرات الروسية والحربية.
وفي السياق ذاته، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول بارز في الميلشيات الأجنبية المقاتلة مع قوات الأسد، قوله "إن النظام وحلفاءه يهدفون لفرض السيطرة على شرق حلب بالكامل، قبل تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب السلطة في كانون الثاني، ملتزمين بجدول زمني تؤيده روسيا للعملية بعد تحقيق مكاسب في الأيام الماضية.
تأتي هذه التصريحات بالتزامن مع إعلان رئيس العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، (ستيفن أوبراين) أنه ليس هناك مستشفيات عاملة في المنطقة، وإن مخزون الطعام أوشك على النفاد، وإن من المرجح أن يفر آلاف آخرون من منازلهم إذا استمر القتال في الأيام المقبلة.
حيث بدأ المدنيون ينزحون من شرق حلب تحت وطأة المعارك والقصف، وبعد حصار بدأته قوات النظام في تموز المنصرم. إذ يقدّر عدد الأشخاص الذين يقيمون في مناطق المعارضة بحوالي 250 ألف شخص على حد قوله.
وفيما يتعلّق بعدد الضحايا المتضررين من التصعيد الأخير في حلب، أوضح المسؤول الأممي أن 613 شخصاً قضوا، فيما نزح قرابة 16 ألف شخصاً من منازلهم، كحصيلة أولية، والعدد مرشح للارتفاع.
حيث صرّح أوبراين أن "كثافة الهجمات على شرق حلب في الأيام الأخيرة، أجبرت آلاف المدنيين على الفرار إلى مناطق أخرى من المدينة".
بالتزامن مع هذه التصريحات، يأتي حديث دي مستورا حول ضرورة تشكيل ما أسماه " حكومة شاملة" إذ صرّح المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا أنه يجب العمل على تشكيل حكومة مشتركة، بغض النظر عن الحسم العسكري، ما قد يوحي بأن ثمة ضغوط دولية تمارس على مؤسسة الأمم المتحدة ممثلة بمبعوثها الخاص إلى سوريا، لوقف هذه الهجمة العنيفة على حلب، وهو ما أعربت عنه بريطانيا على لسان وزير خارجيتها، سيما وأن ألمانيا تبنّت موقفاً مماثلاً للموقف البريطاني.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الطرح، هو من ضمن البنود المسرّبة من الاتفاق الروسي الأمريكي الذي أبرم قبل بضعة أشهر، والتي تلتقي مع بنود الوثيقة التي طرحها دي مستورا في الجولة الأولى لمفاوضات جنيف 3، حيث جرى الحديث عن تشكيل حكومة مشتركة ضمن المرحلة الانتقالية.
حول جدية ما طرحه المبعوث الأممي، يقول (علي الأمين السويد) عضو الهيئة العامة للثورة السورية، أن " ديمستورا اختار الطريقة التي تتساوى مع إرادة النظام، وخططه"، موضحاً أنه لو كان حل الأزمة في إيجاد حكومة مشتركة، أو حكومة وحدة وطنية، لما كان هنالك كل هذا الدمار والقتل في سوريا، ويشير عضو الهيئة العامة للثورة السورية إلى أنه لا يمكن قراءة تصريحات دي مستورا إلا تحت بند الإفلاس السياسي، والممنهج، الذي أوصلتنا إليه سياسات الدول العظمى والدول التي تعتبر سوريا شأناً داخلياً كإسرائيل وإيران.
ويعقب (علي الأمين السويد) قائلاً: "لا أعتقد أن هنالك من يورط نفسه بدعم هذا المقترح، وبنفس الوقت قد تقوم روسيا باختلاق تمثيلية أبطالها معارضون من صنع النظام".
مرة أخرى، يلعب دي مستورا في الوقت المستقطع، فيما تتجه المساعدات الإنسانية إلى بلدتي "الفوعة وكفريا" اللتين لا يتجاوز تعداد سكانهما بضعة آلاف نسمة، جلّهم من المسلحين، وتستثني مدنيي حلب المحاصرين منذ قرابة خمسة أشهر، والذين يتجاوز تعداهم ربع مليون نسمة، معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ.

مقالات ذات صلة

إطلاق خدمة الفيزا الإلكترونية .... واقع أم بالون إعلامي؟

كيف يواجه أهالي السويداء احتمالات تصعيد النظام العسكري عليهم؟

فاقت السبعين.. إحصائية بعدد القتلى في درعا خلال نيسان

بمليارات الدولارات.. إيران تضغط على "الأسد" لاسترداد ديونها

خسائر لميليشيا عراقية بهجوم شرقي سوريا

خسائر لميليشيات إيران بهجوم في دير الزور