بلدي نيوز – (خاص)
بدأت منذ عدة أيام موجة من الحرائق ضربت مناطق الساحل السوري التي يسيطر عليها النظام، وسط عجزه الكامل عن إطفائها أو تقديم أي شكل من أشكال المساعدة لمؤيديه الذين شردتهم هذه الحرائق، وأجبرتهم على إخلاء العديد من القرى من سكانها نحو مناطق "أكثر أمناً"، في مشهد لا يختلف عن مشهد هرب السوريين من قنابل النابالم، التي يحرق بها النظام منازلهم وأطفالهم.
حرائق مفتعلة!
أعلن النظام وعبر أكثر من شخصية ووسيلة إعلام غير رسمية، أن هذه الحرائق مفتعلة، ومن يشعلها هم تجار الحطب من الشبيحة وذويهم، الذين يستغلون تساهل النظام معهم لإحراق الأحراش بهدف بيعها، خصوصاً أن الفترة الحالية تشهد قفزة نوعية في سعر الحطب ووسائل التدفئة عامة، ما يجعل هذه الأحراش التي أحرقت بقيمة عشرات ملايين الليرات للشبيحة الذين لا يمانعون المتاجرة في أي شيء.
حيث ساهمت الرياح في تأجيج هذه الحرائق وضخمتها وساعدت في انتشارها، خصوصاً مع انعدام الوسائل التقنية لدى النظام لمراقبة الحرائق والتعامل معها، حيث تنحصر مهمة طائراته على إلقاء البراميل وليس إسعاف المدنيين وإطفاء الحرائق.
الصادم في الأمر أن روسيا حليفة النظام والتي أرسلت العشرات من القاذفات إلى الساحل السوري، لم تدعم النظام بأي شكل من أشكال المعونات لإطفاء الحرائق التي حاصرت العديد من قرى العلويين وشردتهم، في حين ترسل روسيا التي تنتمي لـ"حلف المقاومة والممانعة" حسب زعم أبواق النظام، طائرة متخصصة في إطفاء الحرائق، فور مناشدة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي أقر بعجزه عن إطفاء الحرائق التي انتشرت في الساحل الفلسطيني أيضاً، بالتزامن مع الحرائق في الساحل السوري.
قنابل النظام هي السبب!
بالتزامن مع الأسباب التي عرضها النظام حول مسببات الحرائق من تجار أخشاب وفحم، ظهر تحليل يتحدث عن أن سبب الحرائق في الساحل يعود لعمليات القصف المكثفة التي ينفذها الروس والنظام في حلب والمناطق المختلفة من سوريا، فتسهل مع المناخ الجاف الذي يتسبب بظهور شحنات استاتيكية في الجو نشوء الحرائق كميات الكبريت التي تنتج عن انفجارات القنابل، والتي تحملها الرياح من الشرق باتجاه الغرب ما يعني نقل هذه المواد من مناطق القصف باتجاه الساحل، ما يسمح بتسريع نشوء الحرائق وامتدادها بفعل الرياح.
بغض النظر عن الانتقادات العلمية التي يمكن توجيهها لهذا التحليل، والذي قد يكون إشارة ليس على سبب الحرائق في المنطقة، ولكن على الأثر البيئي الخطير للقصف الذي يشنه النظام، والذي يتطور تدريجياً مع الزمن، ليشمل الكلور والأسلحة الكيميائية، ولا يمكن لأحد أن يؤكد أن أثرها سوف يبقى معزولاً في مناطق سقوطها، بل سوف يمتد ليشمل المناطق المحيطة، والبيئة المجاورة، والتي لن تظهر آثارها الآن بل ستظهر بشكل أوضح على المستويين المتوسط والبعيد.