ما مدى ارتباط تقدم النظام في حماة بمعركة حلب الكبرى؟ - It's Over 9000!

ما مدى ارتباط تقدم النظام في حماة بمعركة حلب الكبرى؟

بلدي نيوز – حماة (أحمد العلي)

شهدت مناطق ريفي حماة الشمالي والشرقي خلال الأيام الماضية تراجعا كبيرا للثوار من المدن والقرى التي حرروها الشهر الماضي، حيث سيطرت قوات النظام والميليشيات الطائفية على "صوران، وكوكب، ومعان، والطليسية، والإسكندرية، ومعردس، والشعثة، وكفراع"، ووصلت إلى أطراف مدينتي طيبة الإمام ومورك في الريف الشمالي.
ويرى محللون أن هدف قوات النظام والميليشيات الطائفية هو الضغط على جيش الفتح الذي أطلق معركة حلب الكبرى لفك الحصار عن 350 ألف مدني في الأحياء الشرقية وإجباره على تعزيز الجبهات في ريف حماة الشمالي.

ويعزو النقيب طارق الجدوع -القيادي في جيش النصر- السبب الأول لتراجع الثوار المفاجئ في ريفي حماة الشمالي والشرقي هو الاقتتال الذي حصل بين حركة أحرار الشام وجند الأقصى في ريفي إدلب وحماة وانسحاب عناصرهم من مواقعهم، الأمر الذي سبّب حدوث فراغ كبير في سد جميع المحاور التي كانوا يرابطون عليها مع قوات النظام ويتقدمون منها لتحرير مناطق في ريف حماة، حسب وصفه.

وأضاف النقيب الجدوع في حديثه لبلدي نيوز "لوحظ بأن توقف الاقتتال لم يغير شيئا على الأرض، كما لوحظ غياب تام لخطوط الإمداد من الألوية والكتائب الأخرى، ما تسبب في حالة إرهاق لهم بالتزامن مع هجوم عنيف لقوات النظام مستقدماً إلى جانبه الميليشيات اللبنانية والعراقية والأفغانية وميليشيا الدفاع الوطني ودرع القلمون والشبيحة".

وتابع الجدوع "ترافق هجوم النظام مع قصف عنيف غير مسبوق بأكثر من 2000  غارة جوية بالقنابل الفراغية والعنقودية والفسفورية وأكثر من 1000 برميلاً متفجراً من الطيران المروحي، وقصف عنيف من الحواجز في المنطقة ومن مطار حماة العسكري بشكل يومي بمئات الصواريخ والقذائف".

وأكد النقيب أن من تكفل بتغطية هذه النقاط التي يزيد امتدادها على 30 كم من نقاط التماس مع النظام تبدأ من الزلاقيات غرباً وحتى أطراف معان شرقاً هي عدة فصائل تابعة للجيش الحر كـ"جيش النصر، وجيش العزة، وأبناء الشام، وجيش التحرير"، الأمر الذي ضاعف من أعباء المرابطين والمقاومين لحملات النظام وقصفه العنيف ما جعلهم منهكين بسبب الاستنزاف الكبير الذي لحقهم.
جورين
خارطة السيطرة الميدانية لم تتغير منذ قرابة العام على جبهات سهل الغاب بريف حماة الغربي، ويعزو قادة ميدانيون عدم تحرك الجبهات في سهل الغاب باتجاه معسكر جورين إلى كون أن النظام يسيطر على قرى (البحصة، ومركشلية، وعقابات، والجب الأحمر) التي تكشف بشكل مباشر معظم خطوط الاشتباك قرب قرية فورو في سهل الغاب، الأمر الذي يصعب على الثوار القيام بأي عمل عسكري على بلدة جورين ما لم يسيطروا على هذه الكتل الجبلية الكاشفة وبشكل كبير لميمنتهم.

فيما يعاني الريف الجنوبي لحماة من حصار مطبق من قبل القرى الموالية ومواقع النظام العسكرية، ضمن بقعة جغرافية يصعب العمل فيها ما لم يتوفر طريق للإمداد العسكري، حيث اقتصرت معظم معارك الثوار على محور قرية الزارة الموالية والتي سيطروا عليها في شهر رمضان الماضي، ولازالوا يتصدون بشكل شبه يومي لمحاولات قوات النظام والشبيحة التقدم إليها، بحسب قادة ميدانيين.
تحذيرات
يقول الناشط الإعلامي فياض الصطوف "سيكون دخول قوات النظام على مدينة طيبة الإمام -إن تم- عاملا حاسما في تمكن النظام من استعادة السيطرة على جميع المناطق التي تم تحريرها في معركة حماة التي تبعثرت، حيث أن الوصول لحاجز السمان ومنطقة الويبدة غرب المدينة سيجعل منطقة الزوار تحت مرمى نيران النظام، وبالتالي فإن مدينة حلفايا ستصبح في خطر، وربما تجبر الفصائل على العودة الى مشارف مدينة اللطامنة الجنوبية الوضع القديم ما قبل بدء معركة حماة الأخيرة.

وحذر الصطوف كافة الفصائل العاملة في ريف حماة من تقدم النظام، وطالبهم بإرسال المؤازرات، مشيرا إلى أن النظام وميليشياته لن يكتفوا بالعودة الى وضع ما قبل غزوة حماة، حيث بات الخطر يهدد مدينة مورك الاستراتيجية التي تفصل ريف حماة عن ريف ادلب، والتي أصبح النظام على مشارفها بعد السيطرة على تل بزام وسيضيق عليها الخناق في حال سيطر على البويضة جنوبها.

ووجه الصطوف نداء لجبهة فتح الشام وحركة أحرار الشام وجميع الفصائل لتدارك جبهات ريف حماة قبل حدوث الكارثة حسب قوله، محملاً الأطراف المتصارعة مسؤولية خسارة القرى والبلدات التي حررها الثوار وقدموا خلالها العشرات من الشهداء والجرحى خلال الأسابيع الماضية.

كما أشار لخطورة التقدم الأمر الذي سيؤدي لموجة نزوح جديدة وتشرد المئات من العائلات من ريفي حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي

يذكر أن الثوار كانوا قبل أيام على مسافة سبعة كيلومترات فقط من مدينة حماة ومطارها العسكري وعلى مسافة 13 كم فقط من فك الحصار عن ريفي حماة الجنوبي وحمص الشمالي.

ويرى محللون أن سبب فتح النظام لمعارك ريف حماة الشمالي بهذا الزخم والتوقيت مرتبط بفتح معركة حلب الكبرى، بعدما وضع جيش الفتح كل ثقله في المعركة الاستراتيجية التي تهدف لفك الحصار عن أحياء حلب الشرقية، والسيطرة على أبرز معاقل الأسد غرب مدينة حلب.

يقول المحلل العسكري في بلدي نيوز راني جابر أن تقدم النظام في ريف حماة مرتبط بفتح معركة حلب، والهدف هو الضغط على جيش الفتح ودفعهم للتخفيف في حلب لتعزيز جبهات حماة.

مقالات ذات صلة

ما المواقع التي استهدفتها الغارات الإسرائيلية في حلب؟

بخصوص الركبان.. رسالة من الائتلاف الوطني إلى الأمم المتحدة

شركة“روساتوم آر دي إس” (Rusatom RDS) الروسية ستبدأ توريد معدات غسيل الكلى إلى سوريا

"التحقيق الدولية": سوريا مسرح لحروب متداخلة بالوكالة

الإعلام العبري يكشف هوي منفذالغارات على دير الزور

ما الأسباب.. شركات دولية ترفض التعامل مع معامل الأدوية السورية