بلدي نيوز – حلب (أحمد الأحمد)
تحدث عضو المكتب السياسي لحركة نور الدين زنكي، تركي أبو العبد، لبلدي نيوز، عن الأهداف الاستراتيجية من معركة حلب ، مشدداً على أن "حلب الآن بيضة القبان الدولي الإسلامو جغرافي".
وقال أبو العبد، "اعلموا أن معركة حلب الآن هي معركة الأمة كلها.. فهم اليوم (النظام وحلفاؤه) كالوحوش افتراسا عليها وكالثعالب خديعة لوأد الثورة".
ولفت إلى أنه "بتحرير حلب ستبدأ الحرب في سوريا بالعد التنازلي وسيرضخ العالم المتآمر مع النظام إلى شروط أيتام وأرامل ومعتقلي سوريا"، مشيرا إلى أن الدول التي اتقف مع النظام تريد إيقاف ملحمة حلب الكبرى".
وشدد على أنه يجب أن تقصف كل الفصائل الثورية صفاً واحداً لتحرير المدينة، معتبراً أن "فصيل مشارك في معركة حلب، يسحب قواته لجبهة أخرى غير حلب، يكون "عرقل ملحمة حلب الكبرى ووقف مع الاحتلال الإيراني من حيث لا يدري.. فلن نحصل بذلك على بلح اليمن ولا على عنب الشام وستعود المعارك على من يشتت قواته بين حلب وغيرها كمن عاد بخفي حنين".
وعن أهمية معركة حلب الاستراتيجية يقول أبو العبد: "عندما نتحدث عن معركة حلب فلا بد أن نتحدث أولا عن حلب من حيث الكثير من المجالات كمكانتها التاريخية، والاقتصادية، والجغرافية والعسكرية الحالية، والثورية، مضيفاً من يبحث "علميا عن أهمية معركة حلب يعلم يقينا أنه ما عادت الثورة في زحمة تطاحن المشاريع المحلية والإقليمية والدولية على سوريا فقط مسألة إسقاط نظام، إذ لم يعد للنظام المجرم وجود في الساحة السورية حيث استجلب الاحتلال للبلاد بيديه ظنا منه أن الاحتلالين الروسي الإيراني سينقذانه من ثورة الشعب عليه".
وتوعد أبو العبد النظام وحلفاءه قائلاً إن معركة حلب الحالية "تختلف عن جل معاركنا التي اخترناها في الخمس سنوات الماضية حيث كانت معاركنا مع النظام المارق مناطقية شعبية غابت عنها الاستراتيجية والديموغرافية وأهمية الطاقة والقمح وطرق الإمداد الداخلية والخارجية".
وأضاف أن لحلب أهمية تاريخية "فقد شكلت حلب خطا ديموغرافيا بشريا كبيرا يصل الشام بالموصل أي بالعراق وهذا الخط شكل سدا منيعا أمام الحروب الصليبية وشكل خزانا كبيرا في الفتوحات الإسلامية حيث تحاول دول طائفية إقليمية ودولية اليوم هدم هذا السد المنيع في العصر الحديث".
وحسب أبو العبد فإن معركة "الرقة التي يروج لها الطائفيون بشماعة القضاء على تنظيم الاستخبارات في العراق والشام (داعش)، و التي صرح الحشد الشعبي بدخولها إلا شماعة يوارون بها عن مكرهم بالوصول لحلب ليتبعوها بإرادات الموصل، بقصد "إفناء للخزان السوري المسلم السني أكبر المكونات السورية .. وما معركة حلب الكبرى في أحد جوانبها الكثيرة إلا معركة كسر عظم فإما هدم الأعداء لهذا السد أو لزيادة علوه وسماكته وتحصينه من الثوار".
ونوه إلى معركة حلب " ستعيد إلى المدينة ستة مليون مواطن مسلم سني غادرها نصفهم مؤقت، بسبب قصف مجرمي العصر لها فحلب ربع سكان سوريا"، أما على صعيد الجغرافية "فحلب كمساحة تشكل ربع سوريا"، وهي تساهم في نصف اقتصاد سوريا .
ولفت إلى أن "حلب هي عاصمة سورية غير المفيدة حسب تعبير عميل القرن بشار حيث يريدها الإيرانيون بيد النظام السوري الصوري كورقة ضغط كبرى، ليجبر الثوار على التنازل عن سوريا المفيدة فيما لو خسر الثوار حلب وحوصروا في إدلب حيث يريد أعداء الثورة جعل إدلب الثقب الأسود فيرضخوا للتقسيم حفاظا على وجود الخزان البشري للمكون السوري المسلم السني".
ويشدد أبو العبد، على "أن تحرير حلب يعني قيام منطقة للثوار في الشمال تمتد على مساحة 90 ألف كم مربع تقريبا حيث تصل حلب ثلاث محافظات ببعضها البعض هي إدلب وحماة والرقة ، وحلب واسطة عقدهم الذهبي ، فتحرير حلب يعني قيام دولة للثوار على اتصال واحد يشكل نصف سوريا أضف إلى ذلك وجود جيوب ثورية لهذه الدولة في النصف الآخر الجنوبي الخاضع لإيران".
ويكشف أبو العبد أن ، " رعب النظام من تحرير في الشمال فأرسل الجيوش والتعزيزات على أرتال أسماها دبيب النمل منذ عام 2013، وبعد عجزه وسقوطه فعليا وليس ورقيا واستبداله بالاحتلالين الروسي الإيراني أدرك الاحتلال حتمية القضاء على حلب لنجاح احتلاله".
مشددا على أن "حلب كانت على مر التاريخ بوابة تحرير الشام أو ما يسمى سوريا الكبرى ومن حيث الخزان العسكري البشري فحلب تحتضن حوالي خمسين ألف مقاتل، سيصبحون بتحرير حلب شاغرون عن العمل في الشمال وسيتوجهون فورا جنوبا وغربا إلى رأس وقلب النظام المجرم ليتسارع تحرير باقي سوريا ويتناسب طرداً مع الانهيارات المتتالية لجبهات النظام".
وطالب أبو العبد، الفصائل غير المشاركة بملحمة حلب الكبرى بفتح معارك مع النظام خاصة الفصائل الثورية في الجنوب السوري قائلا: " يا فصائل درعا يامن صنع أطفالكم مفتاح الثورة أشعلوا الجبهات زلزلوا النظام من جديد كما زلزلتموه في 2011 يا أهل درعا إن أيتام سوريا وثكالى وأرامل الشهداء وأحرار ومسلمي العالم يستبشرون بكم".
وأكد أخيراً على أن معركة حلب مستمرة وهي "أول معركة استراتيجية على امتداد الساحة يشارك فيها جل أهل سوريا".