بلدي نيوز – (خاص)
بدأ الثوار "ملحمة حلب الكبرى" أمس الجمعة، بالهجوم من الجهة الغربية للمدينة والسيطرة على ما يسمى سابقاً "ضاحية الأسد"، الملاصقة لأحد أهم القلاع العسكرية للنظام في حلب، والتي كانت الناجي الوحيد من "مجزرة الكليات"، التي اعتبرت إحدى أضخم المعارك منذ بداية الحرب السورية.
تتخذ كلية الهندسة العسكرية أهميتها من كونها أحد العناصر الأساسية للخط الدفاعي للنظام غربي المدينة، والذي يمتد من تجمع الكليات جنوباً إلى الكاستيلو شمالاً، والذي يضم مجموعة من الأجزاء والكتل الدفاعية، التي تؤمن الدفاع المتبادل والتغطية النارية لقواته في عموم مدينة حلب ومحيطها.
إضافة لقيمتها الرمزية من ناحية التسمية بالنسبة للنظام، تعتبر الأكاديمية إحدى مراكز قوته الأساسية في حلب، والتي يعتمد عليها في عدد من الأمور الأساسية، مثل التغطية النارية والمهمة الدفاعية والسيطرة على منطقة مفتاحية بين تجمع الكليات والأحياء المسيطرة عليها غربي المدينة، والتي تمتد عبر حلب الجديدة ومشروع 3000 شقة.
بالنسبة للثوار يعتبر الطريق عبر الأكاديمية هو الأقصر فعلياً لكسر الحصار (بعد طريق الكليات)، حيث يمكن للثوار فك الحصار بعد السيطرة على الأكاديمية، والسيطرة على أجزاء من الحمدانية ومشروع 3000 شقة، ما يجعلها طريقاً مهماً لفك الحصار عن المدينة، وفتح طريق للأحياء المحاصرة، وربما التوغل في الأحياء التي يسيطر عليها النظام وتحريرها، وخاصة باتجاه الشمال، حيث أحياء حلب الجديدة وجمعيات المهندسين والتي يمكن أن تتعرض للهجوم من محورين إذا تمت السيطرة على الأكاديمية.
من الهجوم إلى الدفاع
قبل المعركة حشد النظام في حلب عدداً كبيراً من القوات، والعديد من الميليشيات المختلفة سواء الأفغانية واللبنانية والإيرانية، بدعم من الطيران الروسي تمهيداً للهجوم على أحياء حلب المحاصرة، حيث يمتلك النظام قدرة نارية وبشرية هائلة في حلب إضافة للدعم الغير محدود من إيران، والدعم الجوي الروسي الذي كان له الأثر الأكبر في معركة إغلاق الثغرة واستعادة الكليات.
لكن مع بداية المعركة انتقلت هذه القوات والميليشيات الآن من وضع الهجوم إلى وضع الدفاع، تحت تأثير الهجوم الكبير الذي ينفذه الثوار.
هل يستطيع الثوار السيطرة على الأكاديمية؟
يمتلك الثوار في حلب مجموعة من الامكانات والأوراق التي تسمح لهم بالسيطرة على الكلية، منها ما هو مرتبط بالعامل البشري من ناحية الكم والنوع، ومنها ما هو مرتبط بالعامل التقني والعسكري ومنها ما هو مرتبط بالعدو نفسه، من قوات النظام والميليشيات الشيعية المختلفة.
باصات خضراء مفخخة
من أهم أجزاء المعركة في حلب هي الحرب النفسية التي شنها الثوار على النظام، مستخدمين العربات المفخخة "الخضراء" رداً على باصاته الخضراء التي توعد بإخراج الثوار فيها من حلب، حيث عرضت مفخخات يبلغ عددها الأربعين، حسب تسلسل الأرقام الذي وضع خلال فيديو، يستعرض تجهيزات الثوار للمعركة، ما يعني أن هنالك إرادة واستعداداً حقيقيين للمعركة، فالمفخخات بشقيها (المقادة والمسيرة)حسب التكتيكات القتالية المطورة خلال الحرب السورية، تعني بداية الهجوم، وتستهدف النقاط الحصينة للعدو تمهيداً له، أو تستهدف النقاط التي تستعصي على الثوار، حيث يعتبر الأثر النفسي والتدميري للمفخخة مقارباً أو حتى متفوقاً على الدعم الجوي في بعض الحالات، خصوصاً مع ضخامة حجم المفخخات التي يصل وزن المتفجرات في بعضها لأكثر من عشرة أطنان، ما يعطي تأثيراً كبيراً ماديا ونفسيا على القوات المدافعة التي تصاب بالصدمة ويبدأ تقهقرها مع أول مفخخة.
فاستخدام الثوار للمفخخات يأتي ضمن هذا السياق من التأثير المادي والمعنوي على قوات النظام والميليشيات.