بلدي نيوز – إسطنبول (غيث الأحمد)
مع اقتراب إعلان المعارضة السورية عن بدء "ملحمة حلب الكبرى" لفك الحصار عن أحياء حلب الشرقية، بالتزامن مع اشتداد معارك السيطرة على مدينة الموصل وتدفق عناصر تنظيم الدولة نحو سوريا، يبدو أن الهدف الأمريكي بات قريب التحقق، وهو استنزاف روسيا في الشرق الأوسط قدر المستطاع، بعد أن غرقت في حرب طويلة الأمد لا أحد يعلم متى ستنتهي.
وتحاول الإدارة الروسية عبر مسابقة الزمن إبرام اتفاق مع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل مغادرته البيت الأبيض، وهذا الاتفاق من شأنه أن يكون على مجمل القضايا العالقة بين البلدين وعلى رأسها القضية الأوكرانية التي تشكل الحديقة الخلفية لموسكو، لكن أوباما يرفض مبدأ المقايضة بين الملفات، ويسعى لعقد تفاهمات فردية لكل ملف على حدا، وهذا من شأنه أن يؤلم جيوب "الكرملين" نتيجة استمرار الدعم لنظام الأسد المتهالك في دمشق.
ويعكس قرار الإدارة الروسية بإرسال حاملة الطائرات الأكبر لديها "ادميرال كوتنيتسوف"، ونشر أسطول الشمال وجزء من أسطول البلطيق قبالة السواحل السورية في البحر المتوسط، قلق موسكو من النوايا الأمريكية والأوروبية المبيتة للرد عليها، وخاصة بعد مضي نظام الأسد بدعم من الميليشيات الإيرانية وسلاح الجو الروسي لإعادة نموذج "غروزني" في حلب.
وتستغرب الصحافة الروسية من سبب عدم سقوط مدينة حلب حتى اللحظة، على الرغم من فشل الهدنة وعدم خروج عناصر جبهة "فتح الشام" من المدينة، واستئناف طيران النظام وروسيا غارتهما، وعبرّت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" عن قلقها من أن تكون واشنطن نجحت في جرّ موسكو نحو حرب لا نهاية لها في الشرق الأوسط، وذكرت الصحيفة أن أمريكا تريد من معركة الموصل أن ينتقل مقاتلي التنظيم المتشدد إلى سوريا لخوض معركة ضد روسيا، وهذا ما يفسر ترك ممر غربي في المدينة لخروج المقاتلين نحو سوريا.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي عقده بموسكو بالتزامن مع انطلاق معركة الموصل إن بلاده "تراقب عن كثب سير العملية العسكرية في الموصل كونها مهتمة بالقضاء على تنظيم داعش"، مشيراً إلى أن المدينة ليست محاصرة بالكامل، ما يسمح بتشكيل ممرات وانتقال مسلحي التنظيم إلى سوريا.
وأضاف أنه إذا حصل ذلك فإن موسكو ستقيم الوضع وستدرسه من الناحية السياسية والعسكرية، معرباً عن أمله بأن "تعي قوات التحالف خطورة هذا الأمر وألا تكون قد فعلت ذلك متعمدة".
كما أعلن قياديون عسكريون في المعارضة السورية عن معركة وشيكة لفك الحصار عن مدينة حلب الذي تفرضه قوات النظام على مئات آلاف المدنيين في الأحياء الشرقية، وطالب القياديون الدول الداعمة للمعارضة بـ"صبّ دعمها لإنجاح المعركة"، ووجّهوا نداءً لقوات النظام لـ"النجاة بأنفسهم"، أو انتظار ما يسوءهم.