بلدي نيوز - إدلب (معاذ العباس)
فرضت فصائل المعارضة السورية المنضوية في غرفة عمليات "الفتح المبين" سيطرتها بشكل كامل على تلة "الملاجة" الاستراتيجية بعد تفجير نفق يقع تحت أحد مواقع النظام العسكرية في 26 آب الفائت، الأمر الذي دفع بقوات النظام لتنفيذ عمليات متعاقبة لاستعادتها، إلا أنها كانت عصية عليه.
الأهمية الاستراتيجية "لتلة الملاجة"
وتتميز تلة الملاجة بموقع استراتيجي كونها تطل على مساحات واسعة من جهة الشمال على قرى جبل الزاوية من القسم الجنوبي، وترصد طرقاته والتحركات هناك، كما ترصد قرى وبلدات حزارين وكفرنبل للجنوب الشرقي ومعرة حرمة إلى الجنوب منه، ومن هنا نجد أن قوات النظام تستميت لاستعادتها، وكانت تستخدمها كنقطة هامة في عمليات القنص الحراري ونصبت عليها مضادات منذ فرض سيطرتها على الريف الجنوبي وكفرنبل وحزارين.
وفي تاريخ 26/آب وبعد عمل استغرق ما يقارب أربعة أشهر، نفذ فصيل "أنصار التوحيد" المنضوي تحت غرفة عمليات "الفتح المبين"، عملية تفجير بالتلة عرف باسم "نفق تلة الملاجة" نسفت من خلاله حصون قوات النظام وقواعده، وأتبعها بعملية نوعية قتلت من خلالها العناصر التي بقيت بالنقطة.
ماذا بعد التفجير
شنت ميليشيا "حزب الله" و"الفرقة 25" وقوات النظام عدة محاولات لاسترجاع التلة، وبسط نفوذهم عليها، وصلت إلى 14 محاولة حتى تاريخ 5 أيلول، جميعها منيت بالفشل وتكبدت خسائر فادحة بالأرواح والعتاد. ومع استمرار المحاولات، تنفذ قوات المعارضة القنص الحراري والاستهداف بالمدفعية الثقيلة لتجمعات قوات النظام والميليشيات الموالية لها في قرى الملاجة والدار الكبيرة وحزارين ومعرة موخص، لمنع تقدمهم ووصولهم للتلة وسط اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
النظام يرد بقصف المدنيين
قوات النظام ردت على فشلها في الملاجة، بالقصف المكثف واتباع سياسة الأرض المحروقة على قرى وبلدات جبل الزاوية، وقرى وبلدات ريف إدلب الشرقي، وحلب الغربي، بقصف مدفعية وعبر وراجمات الصواريخ والطائرات الحربية، بمعدل ألف قذيفة وصاروخ من الراجمات بشكل يومي.
وتسبب القصف الهستيري باستشهاد خمسة مدنيين بينهم أربعة أطفال، بالإضافة لإصابة أكثر من عشرة أشخاص بجروح خطرة، بالإضافة لنزوح مئات العوائل من قرى وبلدات جبل الزاوية، جراء تدمير منازلهم وهربا من كثافة القصف في الوقت الذي يستقر السكان في جبل الزاوية لجني محصول زراعتهم من تين وغيرها.