بلدي نيوز - راني جابر (المحلل العسكري في موقع بلدي نيوز)
نشر ناشطون، أمس الخميس، تسجيلا مصورا يظهر عدة طائرات مروحية تحلق على ارتفاع منخفض وتطلق عدداً من الصواريخ، وتناور على ارتفاعات لا تتجاوز الخمسين متراً من سطح الأرض في بلدة كفرنبودة بريف حماة الشمالي.
قد يبدو الفيديو غريباً أو غير معتاد مشاهدته، خصوصاً خلال الأعوام الأخيرة للحرب في سوريا، والتي اعتاد السوريون فيها على مشاهدة هذه الطائرات تحلق على ارتفاع شاهق وتلقي البراميل المتفجرة على المناطق السكنية.
مروحيات هجومية
أرسلت روسيا إلى سوريا عدة مروحية هجومية من نوعي مي24 المخصصة للجيش الروسي (يمكن تمييزها من وجود المدفع الرشاش المزدوج عيار 30 ملم بشكل ثابت على يمين حجرة الرامي).
وتتميز كذلك بوجود أربعة حواضن اسطوانية على أطراف الأجنحة هي عبارة عن حواضن صواريخ مضادة للدبابات.
مهمة هذه الطائرة أساساً هي تدمير الدبابات وتقديم الإسناد الناري للقوات البرية عند تقدمها، إضافة لعمليات نقل عدد محدود من الجنود يصل حتى 8 جنود كحد أقصى.
وتسلح هذه الطائرة بصواريخ موجهة مضادة للدبابات وصواريخ غير موجهة عيار 80 ملم وهي التي شوهدت تطلقها بشكل رشقات في الفيديو الذي انتشر لها، إضافة لرشاشين عيار 30 ملم مثبتين على يمين الرامي (بالنسبة للنسخة الروسية ورشاش 12.7 دوارة بالنسبة للنسخة السورية).
ويمتلك الأسد نفس الطائرات لكن من الجيل الأقدم، ولا تعتبر الصواريخ الموجهة التي تحملها فعالة ضد الدبابات لذلك توقف النظام عن استخدامها منذ فترة طويلة، ولم يسجل استخدام تلك الصواريخ خلال الحرب تقريباً.
بدل ذلك ركز استخدامها على الصواريخ غير الموجهة والرشاش والقنابل وصنع لها نسخة مخصصة من البراميل المحلية الصنع تثبت على الجناحين.
الفيديوهات والصور من القاعدة الروسية لا تظهر وجود تجهيزات رؤية ليلية للاستطلاع والرمي الليلي على هذه الطائرة، ما يخفض قدرتها على العمليات الليلية (لكن يستطيع الطيار ارتداء منظار رؤية ليلية).
وتلقي هذه المروحيات مجموعة من المشاعل الحرارية لتضليل الصواريخ الحرارية، وكذلك تحمل منظومة تشويش على الصواريخ الحرارية خلف مروحة الطائرة.
وتعتبر الدبابات الهدف الأول لها إضافة للقوات البرية من مشاة وعربات وغيرها، وتعمل هذه المروحة من ارتفاع منخفض مستفيدة من مرونتها العالية وقدرتها على المناورة على الارتفاعات المنخفضة وطبيعة تسليحها، إضافة لتأثير الطيران المنخفض على فاعلية الصواريخ المضادة للطائرات التي تحتاج سقف أدنى للارتفاع لتصيب الطائرة.
كيفية مواجهتها
طيرانها على هذا الارتفاع المنخفض، يجعلها عرضة لجميع أنواع الأسلحة الرشاشة والمدفعية المضادة للطائرات وحتى الأسلحة الفردية، خصوصاً تجاه زجاج غرفة الطاقم الذي لا يحميهم بشكل كافي، ويمكن استهداف هذه الطائرة على ارتفاع منخفض بقواذف RPG-7 أو ما يشبهها من القواذف، حيث أسقط الثوار عدة طائرات من هذا النوع تابعة للنظام بالمدافع الرشاشة المضادة للطائرات (يذكر إسقاط مروحية بلاك هوك أمريكية في الصومال بقذيفة RPG-7).
أما بالنسبة للدبابات فتستطيع استهداف هذه المروحية عند طيرانها على ارتفاع منخفض بما يعرف باسم (القذائف المنفلقة) وهي عبارة عن قذائف دبابة شديدة الانفجار كثيرة الشظايا، يمكن توقيت زمن انفجارها لتنفجر قرب الطائرة مولدة كمية كبيرة من الشظايا كفيلة بعطب الطائرة وإسقاطها (يعتقد بإسقاط طائرة أباتشي أمريكية خلال غزو العراق بقذيفة دبابة عراقية من نفس النوع).