بلدي نيوز - راني جابر (المحلل العسكري في موقع بلدي نيوز)
منذ بدأت الطائرات المروحية مي-24 بالظهور في سماء المناطق الساخنة وعلى خطوط القتال مع قوات النظام، حصدت الكثير من الاهتمام سواء بالطريقة التي ظهرت فيها، أو بالكم الكبير من الفيديوهات التي نشرت لهذه الطائرات وهي تمشط مناطق واسعة برشقات الصواريخ.
صممت هذه الحوامة أساساً للاستخدام بهذا الشكل من حيث الطيران والمناورة واستخدام التضاريس، ويعود استخدام الطائرات المروحية لهذه الشكل من الطيران على ارتفاع منخفض لعدة أسباب وعوامل منها ما هو تقني ومرتبط بتصميم الطائرة أساساً، ومنها ما هو تكتيكي لتأمين الحماية للحوامة، وإضافة فعالية لعملها، ومنها ما هو نفسي حتى، بسبب ما ينجم عن طيران هذه الحوامات بارتفاعات منخفضة والرمايات الكثيفة التي تنفذها من أثر نفسي قد يصل لمرحلة الصدمة "للأشخاص غير المؤهلين نفسياً".
لا تمتلك روسيا الكثير من الطائرات الحوامة في سوريا، لذلك يعتبر إسقاط كل حوامة إنجازاً مهما للجيش الحر، وقد يدفع سقوط عدة حوامات مي-24 الروس إلى تغيير تكتيكاتهم، وربما تخفيض استخدام هذه الحوامات للحد الأدنى.
دبابة طائرة
تعرف هذه الحوامة باسم "الدبابة الطائرة" كما يسميها الروس، وذلك بسبب ادعائهم أنها مدرعة بما يكفي لصد الكثير من عيارات المقذوفات المضادة للطائرات، وربما حتى الصواريخ المحمولة على الكتف المضادة للطائرات.
عدا عن المرونة والقدرة على المناورة والاستفادة من التضاريس في التنقل والاحتماء، وتجهيزات الوقاية المختلفة من الصواريخ المضادة للطائرات الموجهة حرارياً، تمتلك مي-24 هيكلاً محمياً بطبقة درع تتركز حول حجرة الطيار والرامي إضافة لوجود طبقة تدريع تحمي بطن الطائرة.
تؤمن هذه الطبقة حماية نظرية من المقذوفات حتى عيار 23 ملم (يتحدث الروس عن مستوى حماية قد يصل حتى عيارات 37 ملم في حجرة الطيار والرامي).
إضافة لوجود طبقة حماية حول ذيل الحوامة والتي تؤمن حماية من عيارات 12,7 ملم.
كذلك يوجد طبقة حماية حول المحركين سماكتها خمسة ملم من الفولاذ المقسى (قد تصد عيارات تصل حتى 12.7).
إذاً أضعف أجزاء بدن هذه الحوامة هي منطقة الذيل والزجاج الأمامي للطاقم، إضافة لشفرات المروحة التي لا تتحمل عيارات أكبر من 12,7 ملم.
أسلحة المواجهة
استفاد الروس من تجربتهم المريرة في حرب أفغانستان لتطوير هذا النموذج من الطائرات الذي يدخل الآن نمط معارك يماثل معارك أفغانستان من عدة نواحي، لكنها لاتزال تتعرض للإسقاط بواسطة الكثير من الأسلحة التي يمتلك الثوار بعضاً منها و(التي لا يشترط أن تكون أساساً أسلحة مضادة للطائرات).
حيث يمكن استهداف هذه المروحيات بطيف واسع من الأسلحة المختلفة التي تستطيع إسقاطها بخاصة عند استخدامها من قبل رماة ذوي خبرة جيدة.
طلقات خارقة للدروع
يستخدم الثوار مجموعة من الأسلحة المضادة للطائرات تتراوح عيارتها بين 12.7 إلى 57 ملم، وهي تطلق نوعين أساسيين من المقذوفات.
النوع الأول هو النوع (شديد الانفجار كثير الشظايا) والذي ينفجر عند الاصطدام بالهدف أو "بتأخير زمني" (هذا النوع قد لا يؤثر كثيراً في درع هذه الحوامات الروسية).
النوع الثاني من المقذوفات هو "الخارق للدروع" والتي تتميز بكونها لا تنفجر بل يعتمد تأثيرها على اختراق الدرع نفسه بفضل كتلتها وسرعتها.
المدى
يرتبط تأثير هذه المقذوفات (على عكس المقذوفات شديدة الانفجار) على المدى (بعد الهدف عن السلاح) ويتناقص كلما زاد البعد.
ويمكن استخدام هذه الأسلحة بشكل فعال ضد المروحيات عند طيرانها على ارتفاعات منخفضة، وبخاصة عند الرمايات من مسافات قريبة.
حيث يمكن الحصول على نتائج جيدة عند الرمايات لمدى أقل من 1000 متر بالنسبة للعيارات حتى 23ملم، ونتائج جيدة حتى 2000 بالنسبة للعيارات 37 ملم (عند استخدام مقذوفات خارقة)، في حين تعتبر الرماية من مدفع 57 صعبة بسبب سهولة الكشف.
تعتبر الرماية على الحوامات من مسافات قريبة شديدة الخطورة خصوصاً بسبب عمل هذه الحوامات في أزواج، ووجود أكثر من زوج عادة في نفس المنطقة، لكنها تعتبر الطريقة الأفضل لحصول تأثير، واختراق لبدن الحوامة وبخاصة عند تركيز الرمي على الذيل وزجاج حجرة الطيار.
أكثر من سبطانة
عادة ما يستخدم الثوار سلاحاً مضادا للطائرات مفرداً (سبطانة واحدة) لعدة أسباب، لكن لتحقيق الفاعلية الأكبر تجاه هذه الطائرات يجب استهدافها بأسلحة متعددة السبطانات مثل الشيلكا أو 23 ملم الثنائي.
التمويه أولاً
أهم عيوب هذه الحوامة بالنسبة للنسخة الروسية المستخدمة في سورية هو ضعف وسائل السطع البصري لدى الطيار والرامي.
فلا تمتلك حوامات مي-24 أجهزة سطع بصري متطورة، لذلك يعتبر التمويه عاملاً أساسياً في تفادي التعرض للرمايات من هذه الحوامات، وبخاصة بالنسبة للأسلحة المضادة للطائرات، فيوجد أكثر من فيديو لمرور هذه الحوامات فوق الثوار مباشرة دون ملاحظتها لهم.
فالتمويه الجيد بشباك التمويه حتى لو كانت مرتجلة، إضافة لكسر الأشكال الخارجية للعرابات والسيارات ومرابض الأسلحة المختلفة، بحيث يصعب التعرف عليها مهم جداً في عدم اكتشاف هذه الأهداف من قبل الطائرات الحوامة.
حيث لا تعمل هذه الطائرات منفردة، لكنها تعمل بالتنسيق مع طائرات استطلاع مسيرة أو جواسيس على الأرض يساعدون في تحديد المواقع التقريبية للأهداف، خصوصاً عندما تكون أهدافاً متحركة مثل السيارات والعربات وتكون مهمة الطيار المباشرة اكتشاف الأهداف وتدميرها ضمن المواقع المحددة سابقاً.