بلدي نيوز – (نور مارتيني)
أعلن اليوم الاثنين، عن إطلاق معركة الموصل، والتي ترمي إلى "تحرير" مدينة الموصل من قبضة تنظيم "الدولة"، وهي فيما يبدو استكمال لسياسة اللعب في الوقت المستقطع التي تمارسها "روسيا" خلال فترة السكون الانتخابي الأمريكي.
فالتقارير الصحفية تشير إلى أنه سبق وأن كان لروسيا دور كبير في دعم عسكري واستخباراتي للحكومة العراقية ولإقليم كردستان، تمخض عنه تشكيل غرفة عمليات مشتركة في بغداد، والتي كان لها الدور المهم والفاعل في تزويد طيران الجيش بتحركات تنظيم "الدولة" في المنطقة، وسيكون لروسيا دور فعال سواء في عملية تحرير الموصل أو بعد عملية التحرير عبر مطاردة "العناصر الإرهابية".
غير أن المعركة، التي أعلن التحالف الدولي عن إطلاقها، راحت تنزلق نحو مناكفات بين حكومتي بغداد وأنقرة فيما يوحي بدلالات طائفية، بدأها "الحشد الشعبي عندما هدّد "بالتعامل مع القوات التركية عند وصولها إلى الموصل كالتعامل مع تنظيم (داعش) الإرهابي"، مشدداً على أن وجود أي قوات أجنبية في العراق أمر مخالف للمواثيق الدولية.
وجاء الرد سريعاً من أنقرة، على لسان الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، والذي ردّ بنبرة عالية على رئيس الوزراء العراقي "حيدر العبادي"، حيث قال مخاطباً "العبادي": "أنت لست ندي ولست بمستواي، وصراخك في العراق ليس مهما بالنسبة لنا على الإطلاق، فنحن سنفعل ما نشاء، وعليك أن تعلم ذلك، وعليك أن تلزم حدك أولاً" .
حول رؤيته للتطورات الأخيرة فيما يخص انطلاق معركة "الموصل" ومدى تأثيرها على الملف السوري، يرى المعارض السوري "ياسين عضيمة" نائب رئيس حركة المجتمع التعدّدي، المقربة من روسيا: "لن يكون لهذه المعركة أي تأثير مهم على الشأن السوري"، ويوضح "عضيمة" أنه "كقراءة أولية، فإن طرد داعش سيتم منها، وعندها من الممكن أن يتم ترسيم مناطق نفوذ جديدة لتركيا، والأكراد، وكذلك الحشد الشعبي".
في سياق منفصل، يرى القائد العسكري "محمد حسون" وهو أحد القياديين في "الجيش السوري الحر" أنه "إن لم يتم توافق دولي وإشراك تركيا في معركة الموصل، سيزداد الأمر تعقيداً، ويؤجج العمل الطائفي في الموصل وماحولها، ويزيد من نفوذ المليشيات الشيعية الإرهابية، وتزداد عمليات التهجير"، ويؤكّد "حسون" أن "هذا ينعكس سلباً على الرقة وعلى الريف الشمالي، وعلى سوريا كاملة، لأن المليشيات الشيعية الإرهابية ستتفرق لإتمام جرائمها في سوريا، فيما إذا تم إشراك تركيا يساعد من الحد للحفاظ على التوازن، ويساعد في استتباب السلم الأهلي هناك . فالإرهاب لايعالج بالإرهاب".
ويؤكد القيادي في الجيش الحر أنه "لو تمت معركة الرقة قبل معركة الموصل، وبقيادة الجيش الحر لكان العمل سورياً وتحريراً من الإرهاب .ولكن معركة الموصل هي عبارة عن لعبة أمريكية فارسية ستزيد من نفوذ المليشيات الكردية، والمليشيات الشيعية"، لافتاً إلى أن "معركة الموصل لها تأثير سلبي كبير على معركة الرقة، لأنها ستزيد من الاستبداد وتوسعة النفوذ"، مضيفاً "كلنا ضد الإرهاب وكلنا ضد داعش وأخواتها، وإنما الرايات السود ليست سوى سلاح استراتيجي لتمرير المشاريع الأمريكية الخبيثة ".
ويشير "محمد حسون" القيادي في الجيش الحر إلى أنه "لو أرادت أمريكا، لحرّر الجيش الحر المتمثل بجيش سوريا الجديد في البادية مدينة دير الزور، ولو أرادت أمريكا لحرّر الجيش الحر الريف الشمالي، وحرّر الرّقة وكامل سوريا من الإرهاب، إلا أنها لا تريد سوى تمرير مشاريعها في المنطقة".