بلدي نيوز – (أحمد عبد الغني)
سيطرت قوات النظام مدعومة بميليشيات إيرانية ومن الدفاع الوطني اليوم الاثنين، على بلدة "معردس" الإستراتيجية بريف حماة الشمالي، بعد معارك عنيفة مع الثوار في المنطقة، تكبدت فيها القوات المهاجمة عشرات القتلى والجرحى، في معركة وصفت بالأعنف دارت رحاها داخل البلدة بالأمس.
مصدر قيادي بريف حماة طلب عدم ذكر اسمه صرح لبلدي نيوز عن أسباب تراجع الثوار في الآونة الأخيرة أمام تقدم قوات النظام بالقول: "لا يخفى على أحد أن معركة حماة شكلت ضربة قاصمة وغير متوقعة للنظام بريف حماة، وتمكنت خلال مدة قصيرة من إحراز تقدم كبير في الريفين الشمالي والشرقي، تسببت بخلخلة صفوف قوات النظام وإرباك قيادتهم، بعد وصول الثوار لمشارف جبل زين العابدين".
وتابع القيادي "ولعل أبرز أسباب توقف المعركة وانتقال الثوار من مرحلة الهجوم للدفاع هو بالمرتبة الأولى الاقتتال الذي دار بين مكونين أساسيين في المعركة وهما جند الأقصى وأحرار الشام، الأمر الذي دفع عناصر الطرفين للانسحاب من الجبهات التي يرابطون فيها، وبالتالي توقف المعركة بشكل كامل".
وأضاف أن طول خط الجبهة بريف حماة الشمالي والشرقي لم يمكن الفصائل الموجودة بعد انسحاب أحرار الشام وجند الأقصى من سد جميع النقاط، لاسيما أن حواجز الطرفين شكلت عائقاً لوصول المؤازرات للمنطقة، ما اضطر الثوار للتراجع بشكل كبير أمام قوات النظام والميليشيات التي تساندها في ريف حماة الشرقي، والتي تقدمت حتى وصلت بلدة معان الموالية.
وأردف بالقول "خضنا معركة استنزاف كبيرة في الريف الشرقي أجبرتنا على التراجع لمواقعنا في الريف الشمالي، وبدأت المعارك منذ أيام عدة على أطراف بلدة معردس، حيث تمكنا وضمن الإمكانيات الموجودة من التصدي لعدة محاولات لقوات النظام للتقدم، وقمنا باستدراجهم بالأمس لداخل البلدة وأوقعنا بهم مقتلة كبيرة، إضافة لتمكننا من أسر عدد منهم، إلا أن شدة القصف أجبرتنا اليوم على التراجع لأطراف البلدة".
واعتبر القيادي أن الاقتتال كان الضربة الكبيرة التي تسببت بكل هذه الخسائر في الريف الحموي، وأوقفت المعركة بعد وصولها لنقاط النظام الحساسة في جبل زين العابدين، يضاف لذلك شدة القصف الذي اتبعته قوات النظام من الطيران الحربي الروسي والصواريخ والمدافع، ومساندة قوات النظام من قبل ميليشيات متنوعة بينها محلية كالدفاع الوطني وميليشيات إيرانية وأفغانية وصلت للمنطقة مؤخراً.
وأشار إلى أن الفصائل الموجودة وأبرزها "جيش العزة" و"أبناء الشام" تعمل على التصدي لتقدم قوات النظام ومحاولة سد الجبهات الموجودة ضمن الإمكانيات الموجودة، نافياً الأخبار التي تحدثت عن وصول مؤازرات كبيرة للمنطقة، وأن من يدافع عنها هم فصائل محددة ومعروفة للجميع.