بلدي نيوز – إسطنبول (غيث الأحمد)
انتهت اجتماعات الدول الإقليمية والدولية حول سوريا دون أي نتائج على صعيد وقف العمليات العسكرية، أو إيجاد تفاهم سياسي يمهد لعودة المفاوضات في جنيف بين المعارضة السورية ونظام الأسد، وكان الملفت هو دعوة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مقاتلي جبهة فتح الشام للخروج من أحياء مدينة حلب الشرقية على الفور، وهو ما اعتبره البعض إحياء لـ "المبادرة الميتة" التي طرحها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا.
لم تأخذ مبادرة دي ميستورا مساحة من الوقت أكثر من 24 ساعة، والتي اعتبرها البعض مناورة أمريكية، لوقف حملة النظام وروسيا على حلب، وتقدمت بعدها بيوم واحد كل من فرنسا واسبانيا بمشروع قرار مشترك داخل مجلس الأمن من أجل وقف القصف وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، الذي لاقى "فيتو" روسي رفع من حدة التوتر بين الغرب وروسيا.
وينظر المحللون إلى أن المرحلة الحالية هي "انتظار لمرحلة قادمة تمهد لتفاهم جديد حول سوريا"، وأن "إفلاس المجتمع الدولي" من الحلول، والتوتر المتصاعد بين المعسكرين الشرقي (روسيا وإيران) والمعسكر الغربي (الاتحاد الأوروبي وأمريكا)، هو الذي أحيا مبادرة دي ميستورا من جديد.
في حين يبقى التركيز حالياً على أمرين، الأول وهو المنطقة الآمنة التي تحاول أنقرة فرضها في شمال سورية من حدودها ومساحتها، والثانية هي طرد تنظيم الدولة من مدينة الرقة، ومن الذي سيقود المعركة ومن سيحكم المدينة بعدها، ويأتي هذا في الوقت الذي واصلت فيه المعارضة السورية بدعم عسكري تركي تقدمها في ريف حلب الشمالي، وذلك بعد طردها تنظيم الدولة من "دابق" أحد معاقل التنظيم الرمزية، وبهذا تكون المعارضة السورية بسطت سيطرتها على نحو 2000 كلم مربع من الأراضي السورية في المثلث الممتد بين جرابلس ومارع وأعزاز، منذ بدء عملياتها داخل الأراضي السورية في 24 آب (أغسطس) الماضي.
وفي ختام اجتماع لندن أمس، لـ "بحث استراتيجية عامة لإنهاء الصراع السوري"، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره البريطاني بوريس جونسون إنهما سيواصلان إيصال رسالة إلى موسكو بضرورة "وقف النار الفوري ووقف قصف حلب والعمل لإحالة الملف السوري على محكمة الجرائم الدولية"، وحذّرا من أن الحلفاء الغربيين يبحثون فرض عقوبات على أهداف اقتصادية في روسيا والنظام بسبب حصار مدينة حلب.
ونبّه كيري إلى أن موسكو تدفع باتجاه الحسم الشامل في سورية "يشبه الحسم الذي فَرَضَته على غروزني في الشيشان، عبر قتل مزيد من المدنيين"، وأشار إلى أن أوباما "لم يُسقط أي خيار"، لكنه أكد عدم وجود خيار عسكري.
بينما كررت الخارجية الروسية قولها إنه كي ينجح اتفاق كيري لافروف لوقف النار "يجب فصل المعارضة السورية المعتدلة عن جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) وغيرها من الجماعات الإرهابية التابعة لها"، مؤكدة على متابعة العمليات العسكرية، حيث قالت: "يجب أن يكون مفهوماً أن العمليات ضد إرهابيي تنظيم داعش وجبهة النصرة ستستمر".