بلدي نيوز - حلب (يوسف الجابر)
منذ إعادة النظام فرض حصاره مجددا على مدينة حلب، واستعادته منطقة الراموسة والكليات العسكرية، والعيون ترقب معركة جديدة، لإنهاء معاناة 350 ألف مدني يعيشون داخل الأحياء الشرقية من المدينة، فيما توالت تصريحات قادة فصائل الثوار مؤخرا، بأن المعركة باتت وشيكة للغاية.
وفي قراءة للمشهد الميداني على أرض حلب، تبدو فصائل الثوار في وضع لا تحسد عليه، لاسيما أن النظام استقدم في الآونة الأخيرة الآلاف من عناصر المليشيات العراقية إلى المدينة، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال"، وباتت تحصن أبرز الجبهات التي اخترقها الثوار في الراموسة، والكاستيلو في وقت سابق.
تبدو المعنويات العسكرية مرتفعة، والهمم تشحذ لمعركة قادمة، حيث أعلن قيادي في فصيل "تجمع فاستقم كما أمرت" من على منبر أحد الجوامع في حلب المحاصرة، أن لا قوة على وجه الأرض تستطيع أن تجتاح مدينة حلب، لأن من يدافع عن المدينة هم أهلها، ضد المرتزقة القادمين من خارج سوريا، مضيفا أن حلب تقوم برسم خريطة العالم بصمودها.
وحول المعركة القادمة، أكد القيادي أن المعركة قادمة تحت أمرة رجل واحد فقط، يقود جميع الفصائل العسكرية، من داخل وخارج مدينة حلب.
من جهته، قال العقيد أبو رياض، القائد العسكري للجبهة الشامية إن "الواجب الأساسي لنا كثوار الدفاع عن مدينة حلب، وكل بقعة من أراضي بلدنا سوريا، ولن ندخر أي جهد لفك الحصار عن أهلنا في داخل مدينة حلب".
وحول المواجهات الأخيرة أضاف القيادي أبو رياض، في حديث لبلدي نيوز "نحن بالأساس عندنا خطوط رباط على جبهات النظام، وهذه النقاط هي أصلاً من أجل صد أي تقدم للعدو سواء كان النظام أو الميليشيات الموالية له ولكن في بعض الأحيان ننسحب من بعض النقاط بسبب قصف الطيران الأسدي والروسي لخطوط خلفية حفاظاً على أرواح مقاتلينا".
بالمقابل، أعلن النظام عن معركة كبرى قال إنها تهدف إلى كامل السيطرة على مدينة حلب، عبر السيطرة على الأحياء الشرقية الخاضعة للثوار، مطلقا حملات دعائية كبرى، طالب خلالها الثوار بالخروج من المدينة والاستسلام، وترك المدنيين والابتعاد عنهم.
هذه المعركة التي بدأت منذ قرابة الشهر لا تبدو أنها ستكون سهلة للنظام، لا سيما أن مدينة حلب تمتد على مساحات واسعة، ما يعني أنه سيخوض حرب طويلة الأمد داخل أحياء المدينة.
كما أن نتائج المعارك الأخيرة ألحقت خسائر بشرية كبيرة، لاسيما في جبهة الشيخ سعيد، دون تحقيق مكاسب فعلية، ما عدا السيطرة على مناطق مكشوفة كمشفى الكندي ومخيم حندرات.
ورأى الناشط الإعلامي ماجد عبد النور أن المعركة المقبلة هي أبعد من فك الحصار، وإنما سوف تشمل كافة مدينة حلب، حتى تحريرها بالكامل، مضيفا أن الأحداث الأخيرة في ريف حماة وإدلب أخرت بعض الشيء تلك المعركة.