بلدي نيوز - (خاص)
بدأت وسائل إعلام روسية الترويج لاقتراب شن عمل عسكري لقوات الأسد وميليشياته في إدلب.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية، عن مصدر عسكري رفيع بقوات الأسد، قوله "إن المهلة التي منحتها روسيا للجانب التركي بهدف فتح الطريق الدولي (M4) بطريقة سلمية انتهت اليوم"، مضيفا أن تعزيزات ضخمة وصلت لقوات النظام عند خطوط التماس جنوب إدلب.
وقال "نحن على تنسيق عالي المستوى مع الجانب الروسي الذي ذهب إلى النهاية مع الجانب التركي من خلال مهلة إضافية انتهت اليوم لفتح الطريق الدولي (M4) بطريقة سلمية، لكن على ما يبدو فإن الاتراك غير جديين في معالجة هذا الأمر".
وأضاف المصدر العسكري بقوات الأسد "تصلنا معلومات مؤكدة أن الدعم التركي ما زال مستمر لهذه الفصائل بالسلاح والعتاد وهذا الأمر لا يروق لنا ولا للجانب الروسي".
وعن احتمال استئناف عمل عسكري في ريف إدلب قريبا، قال المصدر إن "هذا الأمر بات واقعا"، متابعا بالقول، "في الوقت الراهن نضع اللمسات الأخيرة على خطة العمل العسكري بالتنسيق مع الحلفاء على الأرض".
وقال إن فصائل المعارضة السورية وداعمها التركي "لا يفهمون إلا لغة السلاح، ونحن جاهزون للتحاور بهذه اللغة"، حسب تعبيره.
وعن المناطق التي من الممكن أن تشملها العمليات العسكرية، كشف المصدر بقوات الأسد أن مناطق استراتيجة يجب أن تكون تحت سيطرة النظام في المرحلة المقبلة، ومنها جبل الزاوية بريف إدلب وما تبقى من سهل الغاب بريف حماة، وهي الهدف التالي لقوات الأسد.
ورفض المصدر تحديد موعد دقيق للعملية العسكربة، مضيفا أن قوات الأسد تعمل ضمن معطيات وخطط عسكرية حيث يفرض الواقع الميداني بعض المتغيرات، مستدركا، "لكن يمكننا القول أن معركة إدلب باتت على الأبواب".
ومنذ توقيع اتفاق موسكو بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، في الخامس من شهر آذار/مارس الماضي، لم تنعم إدلب بالهدوء المفترض أن تعيشه وفق الاتفاق.
وبدأت قوات النظام وميليشيات إيران وأخرى تابعة لروسيا، بخرق اتفاق وقف إطلاق النار منذ الدقائق الأولى لسريانه عبر قصف خطوط التماس بالصواريخ والمدفعية الثقيلة.
خروقات
ورصد ناشطون ومراقبون عمليات تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع والتجسس الروسية في أجواء إدلب خلال الأسبوع الأخير من شهر مايو/حزيران الماضي، وخصوصا المناطق الواقعة مع خطوط التماس، كما شنّت مقاتلات "ميغ 29" من الجيل الرابع التابعة لقاعدة حميميم الروسية عدة هجمات محدودة استهدفت محور "كبينة" بريف اللاذقية الشمالي، وخطوط التماس في ريف حماه الشمالي الغربي، وأطراف منطقة "جبل الزاوية" في ريف إدلب الجنوبي، ذلك كله وقع بالتزامن مع حشود عسكرية ضخمة لنظام الأسد وتعزيز جبهاته في أرياف إدلب وحلب.
تعزيزات للنظام والميليشيات
تابع مراسل بلدي نيوز التعزيزات، وجمع من عدة مصادر ميدانية تفاصيل عن هذه الحشود الممتدة من ريف حلب الجنوبي حتى كامل ريفي إدلب الشرقي والجنوبي وريف حماه الشمالي الغربي تحديدا "منطقة سهل الغاب ومعسكر جورين"، حيث لوحظ نشاط لكل من "الفرقة الرابعة والفرقة السادسة والحرس الجمهوري" من مرتبات جيش الأسد، وميليشيا "حزب الله اللبناني"، ووحدات من "الحرس الثوري الإيراني"، وميليشيات أخرى موالية لإيران منها ألوية "الباقر، وفاطميون، وزينبيون، وحيدريون"، إضافة لزج نحو 6000 مقاتل من ميليشيات "الفرقة 25 مهام خاصة، والفيلق خامس اقتحام" التابعين بشكل مباشر لقاعدة حميميم الروسية "مطار باسل الأسد سابقا" في ريف اللاذقية.
امتداد الجبهات
وشهدت جبهات ريفي إدلب الجنوبي والشرقي خلال الشهرين الماضيين عشرات الخروقات من قبل نظام الأسد والميليشيات الموالية له، منها عمليات تسلل وقنص، واشتباكات بالرشاشات الثقيلة، وقصف مدفعي وصاروخي، إضافة لاستقدام تعزيزات عسكرية تضمنت مدافع ميدانية ودبابات وراجمات صواريخ ونشر معسكرات جديدة، إضافة لاستحداث مهبط للطائرات المروحية في بلدة "معرشورين" الواقعة في ريف مدينة معرة النعمان الشرقي، وإنشاء نقاط إسعاف ومراكز طبية خلف الخطوط الأولى في المناطق التي تم تشهد حتى اللحظة عودة أي من معالم الحياة إليها.
تشير هذه المعطيات والتحركات إلى نية حلف نظام الأسد إلى أن إشغال محاور جبلي الزاوية والأربعين في ريف إدلب الجنوبي، هي من أولويات المعركة القادمة.
تعزيزات تركية
ومنذ انهيار فصائل المعارضة السورية وخسارتها لخطوطها الدفاعية في أرياف إدلب وحماه وحلب مطلع العام الحالي، بدأت تركيا باستقدام تعزيزات عسكرية لنقاط المراقبة التركية المتواجدة في كل من "شير معار ومورك" بريف حماة الشمالي، ونقاط "تل الطوقان والصرمان" في ريف إدلب الشرقي، ونقطة "العيس" في ريف حلب الجنوبي، إلا أنها لم تتمكن من تعزيز هذه النقاط بالشكل العسكري المطلوب لمنع زحف قوات النظام وروسيا، مما أدى إلى حصار جميع هذه النقاط، وست نقاط أخرى أنشأتها مطلع العام الجاري.
وبدأت تركيا عقب تطبيق اتفاق موسكو الأخير، من استحداث نقاط عسكرية مواجهة لخطوط التماس بمسافة تبعد 5 إلى 15 كم، بعضها في مواقع جغرافية استراتيجية تعطيها أفضلية عسكرية، في حين أن معظمها انتشر بمحاذاة الطريق السريع "حلب - اللاذقية" بداية من مزارع "البرناص" آخر منطقة محررة في ريف إدلب الغربي، وحتى قرية "النيرب" آخر منطقة محررة في ريف إدلب الشرقي، ومن بلدة "إحسم في ريف إدلب الجنوبي، وحتى مدينة "دارة عزة" بريف حلب الشمالي الغربي.
وتضمنت جميع النقاط المحدثة على عشرات الأسلحة والمركبات الهجومية والدفاعية منها.
أسلحة غير تقليدية
وفي إطار تعزيز تركيا لقواعدها العسكرية المحدثة، أرسلت القوات التركية خلال الأسابيع الثلاثة الفائتة أسلحة وعتادا عسكريا تم رصد دخوله لمحافظة إدلب للمرة الأولى، كمدافع "هاوترز" ذاتية الحركة من عيارات 130 ملم، و180 ملم، و203 ملم بمعدل إطلاق يبلغ نحو 18 قذيفة في الدقيقة، وبمدى استهداف يتراوح من 28 كم وحتى 42 كم.
منظومات دفاع جوي، منها منظومة ATILGAN، ومنظومة HISAR-A واللتان تتشابهان إلى حد كبير بأنظمة التشغيل والرصد والإطلاق، حيث توفر كل عربة من هذه المنظومات درعاً من الهجمات الجوية بدائرة يبلغ قطرها 26 كم، وارتفاعا حتى 14 كم، بنظام استعداد وإطلاق لثمانية صواريخ من نوع ستينغر، FIM-92.
ومنظومة WHK-MIM23 التي تتميز باستهدافها للطائرات التي تحلق على ارتفاع يتراوح من 30 وحتى 13,000 متراً بمدى يصل حتى 21 كم، وهي إنتاج شركة ريثيون الأمريكية، تستعمل المنظومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بشكل أساسي كما صدر منها إلى دول أخرى في الشرق الأوسط، وتعتبر أكثر فاعلية من المنظومات السابقة.