خارطة السيطرة بلا تغيرات في سوريا خلال نصف عام.. ما أسباب ذلك؟ - It's Over 9000!

خارطة السيطرة بلا تغيرات في سوريا خلال نصف عام.. ما أسباب ذلك؟

 بلدي نيوز - (عبدالعزيز الخليفة)  

تظهر خريطة توزع السيطرة في سوريا ثباتها منذ نصف عام، دون حدوث أي تغييرات ميدانية لأي طرف عسكري على حساب الآخر، في سابقة تحدث لأول مرة منذ اندلاع الصراع المسلح.

وشهدت خريطة سوريا خلال شهر آب/أغسطس الماضي ثباتا لنسب السيطرة الكلية بين أطراف النزاع، والتي سجلت في شباط/ فبراير 2020.

وتسيطر قوات النظام على ما نسبته 63.38 في المائة من الأراضي السورية، بينما تسيطر قوات "قسد" على ما يزيد عن ربع مساحة البلاد، ليتبقى نحو 11 بالمئة تسيطر عليها الفصائل المعارضة المدعومة من تركيا.

في الوقت الذي لم يعد فيه تنظيم "داعش" يسيطر بشكل فعلي على أي مساحات داخل سوريا، رغم وجود بؤر مسلحة له ما تزال قادرة على تنفيذ هجمات متعددة في شرقي البلاد.

وشهد شهر آب، وفق مركز جسور للدراسات، استمرار ارتفاع وتيرة التصعيد من قصف مدفعي وصاروخي، وعمليات تسلّل إلى بعض النقاط واستهداف الدوريات المشتركة للقوات الروسية والتركية.

 وحول ذلك، يقول الباحث في مركز جسور "عبد الوهاب عاصي"، إن عدة عوامل ساهمت في تثبيت خطوط التماس لمدة نصف عام، وهذه أكثر فترة لوقف إطلاق النار شمال غرب سوريا، منذ توقيع مذكرة خفض التصعيد في أيار/مايو 2017.

ويسرد "العاصي" في حديثه لبلدي نيوز هذا العوامل، بحرص روسيا وتركيا على الحفاظ على التفاهمات المشتركة وآخرها مذكرة موسكو 2020 وسوتشي 2019، والبناء عليها لتعزيز التعاون الوثيق والانتقال نحو الشراكة الاستراتيجية، إضافة إلى انتشار فيروس كورونا على نحو كبير في العالم بما في ذلك سوريا، والآثار التي تسبب بها على المستوى الاقتصادي، فضلا عن انشغال النظام السوري وحلفائه بالبحث عن بدائل للتفلّت من العقوبات الغربية وآخرها حزم قانون قيصر، وأخيرا "الانخراط العسكري الكبير لتركيا في منطقة خفض التصعيد، حيث باتت المناورة أو أي تحرّك للنظام وحلفائه يقتضي الاصطدام المباشر مع قواتها والتي لن تتوانى عن الرد، عدا عن أنّ انتشارها العسكري بات مشتركا مع فصائل المعارضة في معظم النقاط التي باتت بمثابة خطوط صدّ ودفاع"، وفقا "للعاصي".

ويشير الباحث في مركز جسور للدراسات، إلى أن سبب استمرار القصف الجوي والمدفعي على إدلب، "لم يكن إعلانا لانهيار وقف إطلاق النار بل مؤشرا على تعثّر إجراءات بناء الثقة بين تركيا وروسيا، والآليات المتبعة لتعزيز التعاون مثل تسيير الدوريات المشتركة ومكافحة الإرهاب وغيرها"، منوها أن روسيا تمارس عبر ذلك "قصارى الضغط على تركيا من أجل تقديم تنازلات حول مصير المنطقة على اعتبار أنّ كلاهما لم يصلا بعد إلى فهم مشترك حيال ذلك".

ويرى أن انشغال تركيا وحتى روسيا بمواضيع أكثر أهمية ساهم بتثبت الخريطة حتى في منطقة شرق الفرات، مثل ليبيا ونزاع شرق المتوسّط.


مقالات ذات صلة

"الشبيبة الثورية" تحرق أحد مقرات "الوطني الكردي" في الحسكة

قسد تحاصر بلدتين وتشن حملة اعتقالات فيهما

"قسد" تكشف نتيجة حملتها الأمنية في الحسكة

القوات التركية تعاود تقصف مواقع "قسد" في سوريا

"قسد" تشن حملة اعتقالات في الحسكة

لماذا تهدد "قسد" محافظ الحسكة بقطع الكهرباء؟