معركة حلب تشعل الأمم المتحدة - It's Over 9000!

معركة حلب تشعل الأمم المتحدة

بلدي نيوز – (نور مارتيني)

جلسة مشحونة لمجلس الأمن شهدتها أروقة مبنى الأمم المتحدة، حيث دعت كل من فرنسا وبريطانيا، في وقت سابق من الشهر الحالي إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن، بعد أن ألغيت جلسة سابقة خلال الشهر الحالي، الذي شهد حراكاً عالمياً، كانت فيه الأوضاع في سوريا وانعكاساتها على الملفات الإقليمية، أهم الملفات الحاضرة.

في البداية، كانت قمة زعماء الدول العشرين التي انعقدت في الصين، والتي جرت على هامشها، المداولات حول الاتفاق الأمريكي- الروسي، الذي وصفه وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" بأنه "الفرصة الأخيرة للسوريين"، أعقبها مباشرة انعقاد مؤتمر لندن الذي استضاف المعارضة السورية، وأصدقاء الشعب السوري.

الاتفاق الروسي- الأمريكي ظلّ حبيس أدراج صانعيه، ولم يتم الإفصاح عن بنوده بشكل كامل، ما خلا بعض الوثائق المسرّبة، إلا أنه كان سبباً أساسياً في تعطيل جلسة مجلس الأمن السابقة، والتي ادعت روسيا بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي من عطّلتها، بسبب رفضها لنشر بنود هذا الاتفاق.

بالتزامن مع هذا الحراك السياسي، ثمة حراك عسكري كان يجري على الأرض، ففي نهايات الشهر الماضي أطلقت فصائل الجيش السوري الحر، مدعومة من قبل الجيش التركي، عملية "درع الفرات"، والتي أسفرت عن طرد "داعش" من مدينة جرابلس وما حولها، والتي دفعت بأمريكا إلى دعوة الرئيس التركي رجب طيب أروغان خلال مؤتمر زعماء الدول العشرين، إلى المشاركة إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية في تحرير الرقة وطرد تنظيم "الدولة" منها، وبقيت النتيجة مثار جدل، بسبب عدم رغبة أردوغان في خوض هذه المعركة إلى جانب وحدات الحماية الكردية.

جلسة مجلس الأمن الأخيرة، جاءت لتفضح البون الشاسع بين رؤى الدول دائمة العضوية في الأمم المتحدة، حيال الملف السوري، ففي الوقت الذي ينظر فيه كثير من المتابعين للشأن السوري، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، على أنها باتت تابعاً لروسيا، تتبنى وجهة نظرها، وأنها خسرت دورها الريادي في العالم، لصالح روسيا، جاءت ردة فعل مندوبي فرنسا وبريطانيا، وانسحابهما لدى دعوة مندوب النظام السوري لدى الأمم المتحدة "بشار الجعفري"، لإلقاء كلمته، وذلك بعد صدامٍ مع روسيا، لتعكس المقولة، حيث اتهمت روسيا بـ" الوحشية" وأن ما تقوم به لا يمكن أن يندرج في حال من الأحوال تحت بند "محاربة الإرهاب". حيث قالت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة "سامنثا باور" لمجلس الأمن "إن ما ترعاه روسيا وتقوم به ليس محاربة للإرهاب بل هو وحشية.. بدلاً من السعي للسلام تقوم روسيا والأسد بصناعة الحرب. بدلاً من المساعدة في إيصال المساعدات التي تنقذ الأرواح إلى المدنيين تقوم روسيا والأسد بقصف قوافل الإغاثة الإنسانية والمستشفيات وأول من يهبون  في محاولة يائسة لنجدة الناس وإنقاذ أرواحهم."

النظام السوري، عمد من خلال مندوبه "الجعفري" إلى مزيد من التصعيد مع المعارضة، في ذات الوقت الذي يعلن فيه داعموه الروس عن السعي إلى حل سياسي، حيث اتهم "بشار الجعفري" حركة "أحرار الشام" بأن "معلومات وردته للتو تفيد بنية مسلحي حركة أحرار الشام شن هجمات إرهابية باستخدام الفوسفور، وهم يرتدون زي القوات الحكومية السورية لإلصاق جريمة استخدام المواد السامة ضد المدنيين بالجيش السوري". وهو ما يتماشى مع المساعي الروسية  لوسم الحركة بالتطرف، في سعي لإنهاء المعارضة العسكرية بشكل كامل.

رداً على اتهامات الجعفري، صرّح المتحدّث الرسمي باسم حركة أحرار الشام "أحمد قرة علي" لـ "بلدي نيوز" حول موقف الحركة من اتهامات مندوب النظام لدى الأمم المتحدة، واصفاً إياها بأنها "تهمة تافهة ومثيرة للسخرية تلك التي تناولها ممثل عصابات الأسد بامتلاك الحركة لأسلحة كيماوية، والأكثر وقاحة القول بنية الحركة تنفيذ هجوم تستهدف به شعب سوريا، في الوقت الذي كان الجعفري يأتي بأكاذيب منشورة على صفحات مؤيدة للعصابة الأسدية، مدعيا ً أنها جاءته للتو".. ويلفت المتحدث الرسمي باسم حركة أحرار الشام إلى أن عصابات الأسد وحلفائه "تقوم باستهداف حلب بكل أنواع الأسلحة، وإغراقها في بحر من الدماء و الدمار. العالم بأسره شاهد على استعمال النظام للأسلحة المحظورة دولياً، ولعل من أفظع مجازره هي مجزرة الغوطة بالكيماوي، حيث ذهب ضحيتها 1300 شهيد من أهلنا".

ويؤكّد "قره علي" أنّ النظام وحلفائه "لأنهم يريدون القضاء على الثورة فهم مهوسون بتصنيف أبرز الفصائل الثورية، ومنها أحرار الشام، بسبب قوتها وانتشارها في سوريا، فلذلك يختلقون هذه الأكاذيب لتصنيف الحركة".

جلسة مجلس الأمن انتهت باشتباكات بين مندوب روسيا من جهة، ومندوبي كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا، وشهدت انسحاب وفد الهيئة العليا للمفاوضات، والتي اتهمها روسيا بأنها من تعرقل استئناف المحادثات السورية"، على الضفة الأخرى يعمل المؤتمرون على إنهاء حلب عسى أن يحسم مصيرها مستقبل سوريا القادمة.

مقالات ذات صلة

روسيا تنشئ تسع نقاط مراقبة بمحافظتي درعا والقنيطرة

باحث بمعهد واشنطن يدعو "قسد" لمراجعة علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية

روسيا تكشف عن أربع دول عربية عرضت استقبال اللجنة الدستورية بشأن سوريا

"حكومة الإنقاذ" ترد على المزاعم الروسية بوجود استخبارات أوكرانية في إدلب

"التفاوض السورية" للاتحاد الاوربي: التطبيع مع النظام ينسف القرار 2254

روسيا تبدي استعدادها للتفاوض مع ترمب بشأن سوريا