حققت فصائل "إدارة العمليات العسكرية" في يوم الأربعاء 4 كانون الأول تقدماً بارزاً في معاركها على مشارف مدينة حماة من عدة محاور. حيث تمكّن المقاتلون من كسر دفاعات النظام في منطقة "جبل زين العابدين" الاستراتيجي الذي يطل على مدينة حماة، بعد معارك عنيفة اندلعت على حدود بلدة قمحانة، التي تُعد بمثابة خط الدفاع الأول، وتعتبر معقلاً لـ "ميليشيا الطراميح". تلك الميليشيا كانت قد تكبدت خسائر كبيرة أمام ضربات فصائل المعارضة، التي استمرت لأيام عدة. وتجددت الاشتباكات بشكل عنيف في محاولة للوصول إلى مواقع النظام في قمة "جبل زين العابدين"، الذي يمثل خط الدفاع الرئيسي عن مدينة حماة. ورغم دفاعات النظام العنيفة وقصفه بمختلف أنواع الأسلحة، استطاع مقاتلو الفصائل الوصول إلى مشارف الجبل.
في حال تمكنت فصائل المعارضة من السيطرة على "جبل زين العابدين"، ونجحت في كسر شوكة "الطراميح" و"قوات القصر الجمهوري" في قمحانة، فإن ذلك سيؤدي إلى انهيار شامل في مواقع النظام في مطار حماة العسكري والألوية العسكرية المنتشرة حول المدينة من مختلف الجهات. وهذا يعني دخول مدينة حماة ضمن قائمة المدن المحررة لأول مرة في تاريخ الثورة السورية، مما سيساهم لاحقاً في الضغط على النظام في حمص، التي يترقب ثوارها هذه اللحظة بفارغ الصبر. وقد تم إعلان تحرير العديد من المواقع الاستراتيجية في ريف حماة الشرقي، مثل بلدة السعن ومعسكر سروج، فضلاً عن تحرير بلدة خطاب ورحبة مستودعاتها شمال المدينة. كما تمكن المقاتلون من تحرير مناطق أخرى في ريف حماة الغربي والشرقي، بما في ذلك تل بيجو، جسر محردة، وقرى المباركات، رسم البغل، عويجة، العيور، كاسون الجبل، والدباغين.
في إطار العمليات العسكرية المتواصلة، شنت الطائرات المسيّرة من طراز "شاهين" عدة هجمات على تجمعات ورتل عسكري تابع لقوات النظام، وخاصة للفرقة 25 مهام خاصة. وقد أسفرت هذه الهجمات عن تدمير دبابة وقاعدة مضادة للدروع، بالإضافة إلى استهداف تجمعات مشاة في جبل زين العابدين، وتدمير "بيك أب" في منطقة السعن.
كما تم الإعلان عن أسر خمسة عناصر من الميليشيات الإيرانية في بلدة معرشحور شرق حماة، من بينهم اثنان من الجنسية الأفغانية، إضافة إلى ثلاثة عناصر من الفرقة 25 قوات خاصة التابعة للنظام. كذلك، تم استهداف حافلتي مبيت لقوات النظام في منطقة جسر المزيريب باستخدام الطائرات المسيّرة.
أهمية المعركة وتحديات النظام
الوقائع الميدانية تشير إلى أن المعركة الحالية هي من الأعنف على تخوم مدينة حماة الشمالية. حيث يواجه مقاتلو "إدارة العمليات العسكرية" القوة الأكبر لجيش النظام، الذي انسحب من أرياف إدلب وحلب وريف حماة الشمالي، وركز قواته في هذه المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، استدعى النظام أرتالاً من الحرس الجمهوري والميليشيات الإيرانية لتعزيز قواته على مشارف مدينة حماة.
المعركة تدور في مناطق حصينة مثل "جبل زين العابدين"، "بلدة قمحانة"، و"مدرسة المجنزرات" شرقي حماة، التي لم يسبق أن تمكنت قوات المعارضة من الوصول إليها في السابق. لكن الإعلان عن تحرير "مدرسة المجنزرات"، "اللواء 87" شمال شرقي المدينة، وبلدة "معرشحور" الاستراتيجية، يثبت أن الكفة أصبحت راجحة لصالح الفصائل، مع استمرار تراجع النظام.
بينما كانت القوات التي تتمركز في أرياف حلب الغربي وإدلب الجنوبي أقل قوة مقارنة بالقوات الحالية التي تواجهها فصائل المعارضة على حدود مدينة حماة، فإن التغطية النارية من المدفعية والصواريخ، إضافة إلى الغطاء الجوي من طيران النظام الحربي والمروحي، تُعد من التحديات الكبيرة التي يواجهها المقاتلون. ورغم الضغوط الكبيرة، لا يزال النظام السوري يعتمد بشكل فعال على الدعم الجوي الروسي، مما يعكس استمرارية الدعم الدولي للنظام في مواجهة تقدم فصائل المعارضة.