بلدي نيوز – دمشق (محمد أنس)
يدرك الساكن في مدينة دمشق جيداً مدى التشويه المتعمد الذي طال هويتها وجميع أركانها على يد النظام ومن سلطهم عليها من جنود وميليشيات، أفسدوا كل ما فيها .
فمن بقي من أبناء دمشق فيها حتى اليوم، يعلم جيداً أن معاناة دمشق لا تقل بالمطلق عن معاناة أبنائها المتواصلة، الحدائق (عامة) بالاسم فقط، أما المشاهد فهي خادشه للحياء مخلة بالآداب، والمخدرات أصبحت في متناول حتى الفتيان في الطرقات.
الناشط (براء محمد) الذي يعايش الأوضاع بدمشق قال لـ "بلدي نيوز": "العيد وكل شيء في دمشق يحدث برعاية مخابرات الأسد والشبيحة، الذين سلطهم الأسد الابن على الشعب، فالحواجز العسكرية المزروعة في دمشق حاضرة بقوة لإرهاب الأهالي، سيارات بزجاج "معتم"، ولا تحمل لوائح مرورية تجوب الحدائق والشوارع العامة بأغاني طائفية تمجد الأسد.
فالنظام يسعى لتحويل العيد من موسم ديني إلى موسم للانفلات أخلاقي، بعد أن حول الحدائق العامة إلى نوادي ومراقص يتوافد عليها شبيحة النظام وعناصر الميليشيات من كل حدب وصوب، برفقة فتيات مراهقات ممن يشاركونهم نفس المنشأ والهوى، ما دفع المئات من العائلات لإغلاق الأبواب أمام أطفالها خلال العيد، حتى لا يصطدموا بمثل هذه المشاهد الغريبة عن أخلاقيات الدمشقيين المتدينين بالفطرة، والتي يسعى النظام لنشرها في دمشق، في محاولة منه لقتل المدينة بقتل أخلاقها واستيراد شذاذ الآفاق لتدنيس ترابها".
واستطرد "محمد": "ألعاب الأطفال، مراكز استثمار مالي لصالح ميليشيات الدفاع الوطني، حتى البسطات الجوالة فهي ملك حصري لهم، بعض العائلات أخذت أطفالها إلى الحدائق باكراً جداً، حتى لا يصطدم أطفالهم مع مشاهد الفلتان الأخلاقي، ومع بدء توافد هذه النماذج المنحلة أخلاقيا إلى الحدائق، ترحل العائلات بصحبة أطفالها نحو المنازل، التي يبدو أنها الهدف التالي لغزوات النظام الأخلاقية" .
لكن "محمد" أكد أن النظام وعلى الرغم من هجمته الشرسة على الدمشقيين بأخلاقهم ووجودهم ودينهم، إلا أنه لم يستطع منع مظاهر التآلف بين العائلات الدمشقية، وكذلك توزيع الأضاحي فيما بينهم، فقد حصلت ألاف العائلات الدمشقية الفقيرة على كميات جيدة من لحوم الأضاحي، بعد عجز مادي طال أمده بنسبة كبيرة، خاصة مع ارتفاع الأسعار إلى عدة أضعاف، وانهيار الليرة السورية أمام العملات الأجنبية.