أعلن مدير المنظمة السورية للطوارئ، معاذ مصطفى، عن بدء العمل في الكشف عن مقبرة جماعية ضخمة في منطقة القطيفة شمالي دمشق، تحتوي على عشرات الآلاف من جثث المعتقلين الذين توفوا تحت التعذيب أو في ظروف قاسية داخل سجون النظام السوري بين عامي 2012 و2018. حيث بدأ العمل في جمع عينات من المقبرة، بعد أن كشف الشاهد "حفار القبور" عن وجود الموقع في عام 2021، والذي تم تهريبه من سوريا للإدلاء بشهادته في محاكم دولية.
تقع المقبرة في منطقة القطيفة شمال دمشق، وتضم خطوط حفر ضخمة، عمقها يتراوح بين 6 و7 أمتار وطولها بين 50 و150 مترًا، بعرض 3 إلى 4 أمتار. الشاحنات كانت تقوم بتفريغ الجثث مرتين أسبوعياً، مع تقدير بأن كل شاحنة كانت تحمل نحو 100 جثة. يقدر معاذ مص طفى أن النظام دفن حوالي 800 جثة أسبوعياً في هذه المقبرة خلال الفترة ما بين 2012 و2018 بعد امتلاء مقبرة نجها.كان لعمال حفر المقابر الجماعية دور محوري في كشف التفاصيل الدقيقة حول هذه المقبرة. فقد هرب هؤلاء العمال في وقت سابق، وأدلوا بشهاداتهم حول مواقع الدفن وأساليب النقل والدفن التي كان النظام يتبعها.
أكد العمال أن الشاحنات كانت تصل بانتظام محملة بجثث معتقلين قضوا تحت التعذيب، كانت عملية الدفن تتم بسرية تامة، تحت إشراف قوات أمنية وعسكرية، الجثث كانت ملفوفة بأكياس بلاستيكية، وبعضها كان يحمل علامات تعذيب واضحة. كان فرع المخابرات الجوية هو المسؤول عن نقل الجثث من المستشفيات العسكرية، حيث يتم جمع الجثث بعد تعذيبها حتى الموت، ثم إرسالها إلى المقابر الجماعية.
طالبت المنظمة السورية للطوارئ المجتمع الدولي بإرسال فرق تحقيق مستقلة إلى الموقع لحماية الأدلة اللازمة لإجراء التحقيقات. كما أعرب معاذ مصطفى عن قلقه بشأن عدم تأمين مواقع القبور، مؤكداً على ضرورة الحفاظ عليها لضمان سير التحقيقات. كما دعا ناشطون حقوقيون إلى إحالة ملف المقبرة الجماعية إلى المحكمة الجنائية الدولية باعتباره جريمة ضد الإنسانية. وأكد الحقوقيون على أهمية حماية الشهود وضمان الدعم القانوني والأمني لهم.