نشرت شبكات محلية مقطعاً مصوراً، قالت إنه من داخل أحد مراكز التجنيد التابعة للجيش الروسي في موسكو، يظهر فيه مجموعة من المواطنين السوريين والمصريين يتسلمون اللباس العسكري، قبيل إرسالهم إلى مواقع عسكرية قريبة من الحدود مع أوكرانيا. وأوردت الشبكات تصريحات لمجندين في الجيش الروسي ، حيث أكد أحدهم أنه شاهد أشخاصاً من جنسيات مختلفة التحقوا بالجيش الروسي، منهم من دول عربية، ومن أفغانستان، والهند، ودول أخرى. كما ذكر شخص سوري آخر، أن شقيقه سافر قبل شهر إلى روسيا، وهو حالياً متمركز عند الحدود الروسية الأوكرانية، ضمن نقاط تثبيت للجيش الروسي، مضيفاً: "يتواصل معنا شقيقي بشكل يومي، وما دفعه للسفر هو الوضع الاقتصادي المتردي وليس الرغبة في القتال". ويتحضر مئات السوريين حسب المصادر للسفر إلى روسيا في الفترة المقبلة، وهناك إقبال على تسجيل الأسماء عبر المستقطبين. حيث يحصلون فور وصولهم إلى روسيا على جوازات سفر روسيّة، ليصبحوا بموجبها يحملون الجنسية الروسية. ويخضعون لدورات تدريبية على استخدام السلاح في معسكرات تابعة للجيش الروسي تترافق مع دورات لتعليم الأساسيات في اللغة الروسية،
وكان بوتين وقع، منتصف أيار الماضي، مرسوما ينص على تسهيل منح الجنسية الروسية للأجانب الذين أبرموا عقودا مع الجيش الروسي خلال العملية العسكرية في أوكرانيا.
ويشترط على الراغب بالسفر، ألا يكون مطلوباً للخدمة الإلزامية في سوريا، أو موظفاً حكومياً، حيث يحتاج المتطوع لإذن سفر من شعبة التجنيد التابعة للنظام السوري، وورقة غير موظف، مع الأوراق الشخصية. ولا تخلو هذه العملية من تعرض البعض لاحتيال مادي من أشخاص يدعون أنهم مستقطبين لصالح الروس. وتشير هذه المعطيات، إلى أن روسيا فتحت باب التجنيد على مصراعيه، في خضم حربها المستمرة منذ أكثر من سنتين على أوكرانيا، والتي كلفت البلدين خسائر مادية وبشرية فادحة. وخلال السنوات الماضية، جندت القوات الروسية - عن طريق ميليشيا "فاغنر" - وبمساعدة النظام في سوريا مئات من السوريين للقتال في ليبيا وأوكرانيا، مستغلةً الأوضاع الاقتصادية السيئة وبطالة معظم الشباب عن العمل في مناطق سيطرة النظام.