بلدي نيوز - غيث الأحمد (إسطنبول)
تشابك الملفات بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا منع حدوث اتفاق بشأن سورية بين الطرفين، ولا سيما أن موسكو جازفت بدخولها المستنقع السوري بهدف المقايضة في ذلك الملف بملفات أخرى وعلى رأسها عودة النفوذ الروسي إلى أوكرانيا.
وفشلت واشنطن وموسكو، اليوم الاثنين، في التوصل إلى اتفاق حول سورية خلال المفاوضات التي جرت بينهما على هامش قمة مجموعة العشرين في هانغتشو بشرق الصين، على ما أفاد دبلوماسي أميركي، مشيراً إلى خلافات مستمرة في وجهات النظر بين الطرفين، وذلك بحسب ما نقلت وكالة "فرنس برس".
وقال الدبلوماسي إن مفاوضات جديدة جرت، الاثنين، بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، انتهت من دون التوصل إلى اتفاق.
فيما قالت المعارضة السورية "نورا الأمير" في حديث خاص لـ بلدي نيوز إنه "لا يوجد حضور للأخلاقيات على طاولة تلك المفاوضات بين واشنطن وموسكو، ويتم التفاوض على دماء السوريين دون الاكتراث لمصالحهم وإنما لمصالح تلك الدول الكبرى".
وأشارت إلى أن الدولتين لا تتفاوضان ضمن الحدود السورية فقط، وإنما يحاولان التوصل لاتفاق على مجموعة من المشاكل العالقة بين البلدين، وهذا ما يعقد مشهد المفاوضات.
ولفتت الأمير إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان موقفها سلبياً جداً من الثورة السورية بشكل واضح، ولا أحد يستغرب أن يختم فترته بهذه السلبية أيضا.
وهذا الفشل في الاتفاق من شأنه أن يؤثر سلباً على حدثين هامين يتحضر لهما في هذا الشهر، وهما إعلان الإطار التنفيذي للحل السياسي الذي تطرحه المعارضة السورية يوم 7 أيلول/سبتمبر في العاصمة البريطانية لندن، وجلسة مجلس الأمن في 21 من الشهر ذاته والتي خصصت يوماً كاملاً للملف السوري، ويعرض خلالها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا مبادرة جديدة للحل في سورية.
وقالت الهيئة العليا للمفاوضات في بيان لها يوم السبت، إنها أقرت الإطار التنفيذي للحل السياسي في سورية خلال اجتماعاتها التي انعقدت في العاصمة السعودية الرياض، وأوضحت مصادر خاصة لـ بلدي نيوز أن الوثيقة لا يوجد فيها تنازل عن ثوابت الثورة السورية، وتتضمن الرؤية ثلاث مراحل لتحقيق الانتقال السياسي، وتبدأ بالمرحلة التفاوضية ومن ثم المرحلة الانتقالية والتي لا تتضمن بشار الأسد ولا زمرته الحاكمة، وأخيراً الحالة النهائية والتي يتم فيها تطبيق مخرجات الحوار الوطني، وتُجرى انتخابات محلية وتشريعية ورئاسية بإشراف الأمم المتحدة، ووفق جدول زمني محدد.
ونقلت وسائل إعلام محلية وعربية وثيقة سرية يعتزم المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا تقديمها إلى مجلس الأمن في الجلسة المخصصة لسورية في مجلس الأمن في 23 من شهر سبتمبر/أيلول الجاري، والتي تتضمن توصيته لشكل الحل السياسي في سورية تحت مسمّى "الإطار التنفيذي لبيان جنيف".
ووفقاً لمسودة الوثيقة -التي حصل عليها موقع "العربي الجديد"- تخلّى دي ميستورا عن طرح إمكانية إجراء المفاوضات "من خلال المحادثات غير المباشرة أو المفاوضات المباشرة والمساعدة الفعالة من الأمم المتحدة"، معتمداً صيغة "مفاوضات مباشرة وبالمساعدة الفعالة من الأمم المتحدة". وبعدما كان السقف الزمني للمفاوضات غير محدّد زمنياً تنصّ مسودة الوثيقة على مهلة ستة أشهر فقط. كما تخلّى المبعوث الأممي في الوثيقة عن ذكر مبدأ "لا غالب ولا مغلوب" في بند مجموعة المبادئ الأساسية التي يجب أن تحترم لتسهيل بناء الثقة خلال العملية الانتقالية.