بلدي نيوز – ريف دمشق (محمد أنس)
يخرج، اليوم الجمعة، المئات من أبناء مدينة داريا المدنيين إلى بلدة حرجلة بريف دمشق ممن يقيمون في مدينة معضمية الشام، في تهجير جديد للمدنيين المتبقين من أبناء داريا في محيطها، فيما يبقى مصير عائلات المقاتلين من أبناء داريا والقاطنين في المعضمية مجهولاً وغير معروف حتى الساعة.
لا يعرف عدد أبناء مدينة داريا الذين سيخرجون من المعضمية اليوم الجمعة، باتجاه الحرجلة بواسطة "الباصات الخضراء" التي حضرت إلى المعبر الوحيد للمعضمية منذ ساعات صباح اليوم، فيما أكدت مصادر خاصة من داخل المعضمية أن عدد أبناء داريا القاطنين في المعضمية يبلغ قرابة عشرة آلاف مدني.
مدنيو مدينة داريا الذين سيخرجون قسراً من المعضمية اليوم، بعد أيام قليلة فقط من إخلاء مدينة داريا بالكامل من قبل روسيا وإيران وباسم النظام، في تغيير ديمغرافي وصفه مراقبون للشأن السوري يأتي في سياق التغيير الديموغرافي في دمشق لصالح الأسد، وتهجير السكان الأصليين لاستبدالهم بعائلات شيعية من العراق ولبنان وإيران.
مصدر من مدينة المعضمية أكد لـبلدي نيوز وجود صنفين من أبناء مدينة داريا في المعضمية، أولهما العائلات المدنية التي لجأت للمدينة عقب عقدها لهدنة مع النظام أواخر عام 2013، أما القسم الأخر فهم عائلات لمقاتلين من ثوار داريا، ممن تم نقلهم في الأيام الماضية إلى الشمال السوري، والملف هذا ما زال عالقاً ولم يتم التوصل لنتيجة حتى الساعة بين النظام والوفد السياسي المشرف على العملية والتابع لمدينة داريا.
وأضاف المصدر، هنالك قسم كبير من المدنيين من أبناء مدينة داريا المدنيين وعائلات العسكريين يرفض الخروج من المعضمية، وفي المقابل يرى قسم أخر من الراغبين في الخروج من المدينة بأنه الخيار الأفضل وسط مخاوفهم من عودة المعارك بين النظام وثوار المعضمية، في حال فشلت مفاوضات تهجير أبناء المعضمية أو وصلت لطريق مسدود.
واستطرد المصدر بالقول: "ملف عائلات أبناء داريا ممن كانوا يقاتلون في المدينة ما زال غامضاً، وسط توقعات كبير بنقل قسم كبير منهم إلى الشمال السوري، فيما لم يتم التوصل لأي اتفاق حيال هذا الملف بشكل نهائي".
وكان نص الاتفاق المبرم في مدينة داريا يقضي بتسليم السلاح الثقيل والمتوسط في المدينة، وإجلاء 700 مقاتلاً مع سلاحهم الشخصي الخفيف (كلاشنكوف)، ومنع اصطحاب أي شيء ذي قيمة مادية مثل المصوغات الذهبية أو غيرها.
مدينة داريا عانت من حصار قاس فرضته قوات النظام بشكل كامل منذ نحو 4 أعوام، وحاولت قوات النظام اقتحامها بشكل شبه يومي، فيما عانى فيها آلاف المدنيين نقصاً حاداً في الدواء والغذاء.