حصاد شهر أيار في سوريا.. غلاء غير مسبوق

بلدي نيوز - (فراس عزالدين)

مرّ شهر أيار /مايو وانقضى عصيباً على الأهالي بمناطق سيطرة النظام، وحمل معه حزمة من قرارات رفع اﻷسعار على المستوى الرسمي. 

قفزات قياسية

افتتح "مصرف سوريا المركزي" شهر أيار/مايو 2023 بتحديد سعر صرف الليرة السورية مقابل الدوﻻر اﻷمريكي، وفق سعر نشرة "الحوالات والصرافة" بـ7500 ل.س للدولار و6532 حسب نشرة "المصارف". ووصف القرار بأنه يتماهى مع "السوق السوداء" ويقر بشكل شبه رسمي بها.

واختتم الشهر بتحديد المصرف المركزي سعرا جديدا لدوﻻر الحواﻻت مقابل الليرة السورية، عند 8150 ليرة للدولار.

وفي السوق السوداء تجاوز سعر الدوﻻر اﻷمريكي، كل التوقعات، واجتازت عتبة 9 آلاف ل.س، قبل أن ينخفض ويحوم حولها نهاية الشهر.

يذكر أن سعر الصرف في السوق السوداء رغم رفضه نظريا وقانونيا من طرف حكومة النظام، إﻻ أنه بقي المحدد الرئيس ﻷسعار السلع في السوق.

رفع سعر الغاز

وعلى ذات المنوال، رفعت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، التابعة للنظام، وبناء على توصية اللجنة الاقتصادية، بتاريخ 22 أيار/مايو 2023 سعر أسطوانة الغاز المنزلي المدعوم وحددته بـ15 ألف ل.س، وسعر أسطوانة الغاز المنزلي بالسعر الحر بـ50 ألف ل.س، وسعر أسطوانة الغاز الصناعي بـ75 ألف ل.س. 

وكانت بصمة الغاز واضحة على اﻷسعار، حيث ارتفعت أسعار المأكوﻻت الشعبية بشكل غير رسمي بعد أيام قليلة. 

وضمن ذات القرار، رفعت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، التابعة للنظام، سعر البنزين "أوكتان 95" إلى 7600 ل.س، وسط توقعات بأزمة تلوح في اﻷفق، خاصة مع الحديث الرسمي عن نقص التوريدات.

المياه حاضرة

وبعد يومين، رفعت الشركة العامة لتعبئة المياه، التابعة للنظام، وتحديدا بتاريخ 24 أيار/مايو 2023 أسعار المياه المعدنية المعبأة بمختلف الأحجام، ضاربت بعرض الحائط التطمينات السابقة والتأكيدات الرسمية بأنه لا توجد نية لـ"رفع الأسعار".

يذكر أنه تم رفع سعر جعبة المياه الكبيرة للمستهلك إلى 9900 ليرة، وسعر عبوة المياه قياس 5 ليتر للمستهلك إلى 4700 ليرة وسعر عبوة المياه قياس 10 ليتر للمستهلك إلى 5800 وبلغ سعر كأس المياه 600 ليرة.

رفع سعر اﻹسمنت

وودع شهر أيار/مايو الفائت، بإصدار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، التابعة للنظام، قرارا بناء على توصية اللجنة الاقتصادية، قضى بـ"رفع سعر الإسمنت" الفرط والمعبأ المنتج لدى معامل القطاع العام والخاص، وبنسبة وصلت إلى 75%.

ونصّ القرار الذي حمل الرقم /1677/ على رفع سعر مبيع طن الإسمنت البورتلاندي المعبأ عيار 32.5 إلى 700 ألف ليرة، والفرط إلى 613750 ليرة، وطن الإسمنت البورتلاندي المعبأ عيار 42.5 ارتفع إلى 784800 والفرط إلى 692600، إضافة لتحديد سعر طن الإسمنت البورتلاندي المعبأ عيار 32.5 من إنتاج شركة "الجمل" 727 ألف ل.س.

غيض من فيض

ما سبق ذكره، غيض من فيض، فملف الثوم والبطاطا وتصديرهما وشح السوق من المادتين، بعد ارتفاع أسعارهما نتيجة لذلك، وكذلك اللحوم ومشتقات الحليب، جميعها وغيرها كانت حاضرة، ولها بصمتها في شهر أيار الماضي بأذهان السوريين.

رحل أيار لكن الأهالي بمناطق سيطرة النظام، ﻻ يتأملون الكثير من "حزيران"، فالمؤشرات وفق ما تتحدث به الصحف الرسمية وشبه الرسمية الموالية، تؤكد ذلك. وكما يتداول بعض النشطاء عبر وسائل التواصل اﻻجتماعي فـ"المكتوب مبين من عنوانو".

ومن المتوقع رفع أسعار الكهرباء والمازوت، فضلا عن الحديث حول "إعادة هيكلة الدعم"، بحسب صحيفة "البعث" الرسمية الموالية، و"بِنَفَسٍ إقصائي حاد"، ما ينذر بـ"كارثة على ذوي الدخل المحدود".