بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
نالت الوجبات الرمضانية الدمشقية التقليدية، حظها من ارتفاع اﻷسعار، والتي تسمى بعرف الدمشقيين "الطبخة البيضاء".
و"الطبخة البيضاء" التي اعتاد الدمشقيون على تحضيرها كنوعٍ من الفأل الحسن، بداية شهر رمضان، تتكون من اللبن وأصنافٍ أخرى تدخل فيها اللحوم.
وتروي السيدة لمياء، وهي موظفة في القطاع العام بدمشق لبلدي نيوز، أنها لم تقم بتحضير وجبة "شيخ المحشي" أو حتى "الكبة اللبنية" هذا العام، وﻻ حتى "الشيشبرك"، بسبب ارتفاع أسعار مكوناتها.
وتذكر السيدة حنان من ريف دمشق، أنّ اﻻتجاه لتلك المأكوﻻت التقليدية، تراجع بشكلٍ كبير، فالفروقات بين اﻷسعار بالسوق والنشرة التموينية كبيرة، وتقول "نشتري باﻷوقية والقطارة".
يذكر أن تقارير رسمية تحدثت قبيل رمضان عن ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء "الفروج"، في اﻷسواق، بسبب زيادة الطلب، وقلة اﻹنتاج، ولفتت تقارير أخرى إلى تراجع اﻹقبال على شراء اللحوم الحمراء وعزت اﻷمر إلى غلاء اﻷسعار.
وبينما تسعّر وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، التابعة للنظام، كيلو لحم العجل هبرة بـ28 ألف ل.س، تراوح سعره في السوق ما بين 70 إلى 80 ألف ل.س.
ويؤكد السيد حسان، وهو موظف في القطاع العام، أن اﻷسواق مشتعلة واﻷسعار كاوية، لافتا إلى أن تحضير وجبة "الشكرية" تكلف ما يزيد عن 100 ألف ل.س، مما دعاه للاستغناء عنها، على اعتبار أن راتبه الشهري يعادل 100 ألف ل.س أيضا، وأضاف؛ "ناكول أول رمضان ونفتح تمنا للهوا بلاها اﻷكلة كلها".
ويتابع السيد حسان "باﻷرقام تتأكد أن اﻷطبق التقليدية الدمشقية خارجة عن حسابات اﻷسرة من ذوي الدخل المحدود، فوجبة الشاكرية تحتاج 2 كغ لبن بسعر 9000، وكيلو لحم عجل 80 ألف ل.س، كيلو الأرز 8000 ل.س، فيما عدا البهارات والغاز وغيرها".
يشار إلى أن سعر كيلو اللبن رمضان الفائت كان 3 آلاف ل.س، واﻷرز 3500 ل.س، ولحم العجل 30 ألف ل.س.
وقال السيد حسان في ختام حديثه؛ "المقارنة بين أسعار هذا الموسم الرمضاني والعام الفائت خاسرة، وتفرض علينا نوعا من الحسرة، فاﻷسعار تضاعفت بشكل كبير".
وتشهد مناطق سيطرة النظام ارتفاعات كبيرة في معظم اﻷسعار، في ظل غياب أي دور لحكومة الأسد.