بلدي نيوز – ريف دمشق (طارق خوام)
عقد مجلس محافظة ريف دمشق أمس الخميس، مؤتمراً لذوي الاحتياجات الخاصة، تحت عنوان "واقع و حلول"، بحضور عدد من الفعاليات والناشطين والمؤسسات ذات الصلة، لتسليط الضوء على هذه الشريحة الهامة في المجتمع والوقوف على احتياجاتهم الأساسية، خاصة بعد الازدياد الكبير في أعدادهم، فكان لابد من مساندتهم على كافة المستويات وتكثيف جميع الجهود لرعايتهم ومحاولة دمجهم في المجتمع للمشاركة في البناء والتطوير من خلال تأمين فرص العمل المناسبة لهم، بالإضافة للرعاية الطبية والنفسية.
"أبو نبيل"، رئيس رابطة ذوي الاحتياجات الخاصة في الغوطة الشرقية قال لبلدي نيوز: "إن ذوي الاحتياجات الخاصة قوة فاعلة يتوجب تنمية قدرتها واستثمار طاقاتها في المجال السلعي والخدمي، واليوم في ظل الحصار المفروض على الغوطة الشرقية، نجد أن أصحاب الإعاقة الدائمة يفتقرون لأبسط حقوقهم في الرعاية الخاصة والإغاثة والتعليم، ويعود ذلك للأوضاع والظروف الصعبة التي تعيشها الغوطة الشرقية وقلة الاهتمام بشريحة ذوي الاحتياجات نتيجة التهميش غير المقصود الذي تمارسه مكونات المجتمع من المؤسسات والهيئات العاملة سواء داخل الغوطة أو خارجها".
مؤكداً أن عدداً كبيراً من ذوي الاحتياجات الخاصة يملكون خبرات وشهادات علمية ومهنية وحرفية تؤهلهم للعمل والاندماج بالمجتمع المدني بكافة شرائحه ومؤسساته.
وأشار المهندس أكرم طعمة محافظ ريف دمشق، ونائب رئيس الحكومة المؤقتة لبلدي نيوز على ضرورة توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة في مؤسسات المجتمع المدني، ضمن ظروف تلائم حالتهم الصحية، والاستفادة من خبراتهم، فمعظمهم يملكون خبرات مهنية وشهادات علمية، كما أن المجلس المحلي لمحافظة ريف دمشق قام بتوظيف ما يعادل 5% من ذوي الاحتياجات الخاصة في مكتب المحافظة.
وأضاف طعمة: "يعاني ذوو الاحتياجات الخاصة من صراع دائم مع أنفسهم بالنسبة لتقبل وضعهم الحالي، ما يؤثر سلبا على نفسيتهم، لذلك هم بحاجة لجلسات دعم نفسي تعطيهم بعضا من القوة والثقة بالنفس".
أبو أحمد، شاب من مدينة سقبا يعاني من بتر في ساقه اليمنى، وصف معاناته لبلدي نيوز بالقول: "بُترت ساقي بعد إصابتي بقذيفة دبابة خلال الاشتباكات مع قوات النظام، كنت شابا ذا جسد قوي وضخم، لكن بعد إصابتي أصبحت إنسانا حساسا أتأثر من أي كلمة حولي، وبقيت فترة طويلة حتى استطعت تقبل نفسي دون قدم، وهذا بمساعدة زوجتي التي لم تتركني، بعكس صديقي الذي تخلت عنه زوجته بعد إصابته ببتر مزدوج، حيث تم بتر ساقيه بعد إصابته بغارة جوية من الطيران الحربي".
في حين يتمنى أبو هشام أن يكون شهيدا، بدلا من أخيه الذي استشهد خلال الاشتباكات مع قوات النظام، يقول: "أصبت بالقنابل العنقودية التي استهدفت مدينة دوما في الغوطة الشرقية قبل عام تقريبا، واضطر الأطباء لبتر ساقي، وبعد عدة أشهر استشهد أخي، وتستلم عائلة أخي شهريا راتباً من إحدى المؤسسات الإغاثية، بينما أنا كلما طالبت المؤسسات بدعمي يقولون لي هناك عوائل شهداء وأيتام بحاجة للمال أكثر منك، رغم أنني لا أجد فرقا بيني وبين أي ميت، سوى أنني أعيش على كرسي متحرك، وأعذب زوجتي وأطفالي معي".
بينما أبدى أبو سامر استياءه من قلة مراكز الدعم النفسي لذوي الاحتياجات الخاصة، بقوله:
"أنا رجل متزوج منذ خمسة أعوام، وبعد إصابتي ببتر مزدوج لم تعد زوجتي تتقبلني فطلقتها رغما عني كي لا أظلمها معي، لكنني أعترف أنني أعاني من مشاكل نفسية كبيرة، فأنا أحتاج لشخص يتقبل وجودي معه دون نظرة الشفقة التي أراها على كل من يجلس معي، وأحتاج لإنسان يساعدني لإيجاد عمل يناسب وضعي الصحي".
يذكر أن الغوطة الشرقية تضم حوالي 2000 حالة مرضية لأشخاص يعانون من بتر لأحد أعضائهم، وتساهم عدة مؤسسات بالتنسيق مع داعمين وأطباء في الخارج بتوفير أقدام اصطناعية لهم، ومساعدتهم على بدء رحلة جديدة.