هل يحقق انفصاليو الأكراد أحلامهم ما بعد بعد منبج؟ - It's Over 9000!

هل يحقق انفصاليو الأكراد أحلامهم ما بعد بعد منبج؟

بلدي نيوز – (أحمد عبد الغني)
عمل انفصاليو الأكراد الممثلون عسكرياً بعدة تشكيلات كـ"وحدات الحماية الشعبية وحماية المرأة" وتشكيلات أخرى منذ انطلاقة الثورة السورية، على السعي لتحقيق حلمهم المنشود ببناء دولة انفصالية على الحدود الشمالية لسوريا، تبدأ من الحسكة شرقاً حتى منطقة عفرين غرباً، دون الاصطدام مع قوات النظام التي أعطتهم دعماً كبيراً في بداية الحراك لضبط مناطقهم وضمان عدم خروجها ضد النظام كسائر المحافظات السورية.

ومع تصاعد وتيرة الحراك الثوري وانتقاله للمسلح ضد قوات النظام، وتهاوي معظم القطعات العسكرية في مناطق حساسة للنظام، اضطرت غالبية قطعاته ما عدا الأمنية منها للانسحاب من المحافظات الشرقية، الأمر الذي استفاد منه الأكراد الانفصاليون بشكل كبير للبدء بتكوين مشروعهم، ساعدهم على ذلك دخول تنظيم "الدولة" للمنطقة، لينالوا الدعم الغربي الكبير بحجة محاربة الإرهاب، فبدؤوا السيطرة على القرى والمناطق العربية، وأجبروا أهلها على النزوح وتركها تحت تهديد السلاح، تلاها البدء بمعارك كبيرة ضد تنظيم "الدولة" بدعم جوي وعسكري كبير من التحالف الغربي، بالسلاح والعتاد وحتى العناصر من دول عدة.

هذا الدعم مكنهم من السيطرة على منطقة عين العرب بشكل كامل، لتبدأ مرحلة وصل الحسكة بالمنطقة من خلال السيطرة على المناطق العربية في تل أبيض وريف الرقة الشمالي، على حساب الفصائل العربية التي شاركت مرغمة، إذ لا خيار أمامها فإما التعامل مع القوى الكردية، أو اللجوء للتنظيم الذي يلاحقهم، وسط تهديدات وحصار داخلي وخارجي ووعود كاذبة بالحفاظ على المكون العربي في المنطقة، والتي تلاشت ما إن تمت السيطرة على تل أبيض، فجاء الإعلان عن مقاطعة جديدة للأكراد، لم يعد للعرب فيها أي حقوق.

وبالتزامن مع الدعم الأمريكي الجوي جاء الدعم الروسي في عام 2015 ليساند الأكراد في ريف حلب الشمالي، ويمكن لهم السيطرة على عدة بلدات ومدن في ريف حلب الشمالي، مستغلين انشغال الثوار بمقاومة تقدم قوات النظام باتجاه بلدتي نبل والزهراء، وتنظيم "الدولة" الذي يهاجم المنطقة يومياً على طول خط الجبهة شرقاً، لتكون "قسد" أو ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية هي الممثل الرئيسي للأمريكان والروس على الأرض، وتحظى بدعم وغطاء سياسي كبير، على أنهم "الفصيل المعتدل" الذي يحارب الإرهاب في سوريا.

وقبل أشهر بدأت "قسد" معركة للسيطرة على مدينة منبج، ساندتها قوات التحالف بشكل كبير، لتتم السيطرة كاملة على المدينة قبل أيام قليلة، وتظهر للعيان أطماعهم في التقدم باتجاه منطقتي جرابلس والباب، وهدفهم في ذلك وصل مناطق سيطرتهم في عين العرب بمنطقة عفرين، وبالتالي تحقيق حلمهم في بناء دولة انفصالية في شمال سوريا، حيث جاء على لسان الناطق الرسمي باسم "قسد" قوله: "المجد والخلود للشهداء.. والشفاء العاجل للجرحى.. نأمل ونتمنى النصر.. ما بعد ( بعد ) منبج.. ووصل كوباني بعفرين..وتحقيق الحلم المنتظر.. بفضل تضحيات أبطالنا وبطلاتنا..؟"..

فماذا بعد بعد منيج؟..

علي صالح الجاسم، عضو الهيئة السياسية لمدينة منبج وريفها، قال لبلدي نيوز: "كنا نتصور أنهم سيتوجهون إلى الرقة، لكن صدر خبر على إحدى الصفحات -لا أدري مدى صحته- أنهم سيعلنون عن تشكيل مجلس الباب العسكري على غرار المجلس الذي شكلوه قبل ذلك في منبج.. وإن صح ذلك فهم يسعون للوصول إلى عفرين في مرحلة أخرى، وبالتالي يصبح الإقليم الذي يسعون إليه متصلاً.. تبقى المرحلة الأخيرة وهي الوصول إلى جرابلس وإعزاز، وبذلك يكون (الكنتون) جاهزا... هذا إن لم يحدث شيء خارج الحسابات يقوم به اللاعب الإقليمي (تركيا)، الذي يرى في ذلك خطرا على أمنه القومي".

 وأضاف: "هم ذاهبون حتى النهاية في تحقيق طموحهم بقوة السلاح، على الرغم من أنه حتى الآن لم ترشح أي وعود باتجاه ذلك، حتى من الأمريكان أنفسهم، الذين أعتقد أنهم سيستخدمونهم حتى ينفذوا لهم كل ما يريدون ثم بعد ذلك يتخلون عنهم" .


وتواجه " قسد" رفضاً دولياً كبيراً تقوده تركيا لبناء أي دولية كردية على حدودها، تسندها دول كثيرة في ذلك، إلا أن الدعم والرضى الأمريكي مكنهم من التقدم والسيطرة على هذه المناطق، ولكن بحسب خبراء فإن المشروع الكردي لا يمكن أن يتحقق بهذه الأساليب، لاسيما تهجير العرب من مناطقهم، والتي خلفت حقداً كبيراً بين المكون العربي والكردي، قد يدفع العرب لاستعادة مناطقهم من الأكراد في حال تغلبوا على نظام الأسد في الشمال، حيث تشغلهم حالياً الجبهات المشتعلة مع النظام ويعطون الأولوية لصد محاولاته السيطرة على المنطقة.

مقالات ذات صلة

مصرع خمسة أفراد من عائلة واحدة من جراء انفجار عبوة ناسفة داخل منزلهم في رأس العين

خسائر من الجيش الوطني بمحاولة تسلل لقسد بريف حلب

شهداء وجرحى بقصف النظام على مدينة الباب شرق حلب

"التنظيم" يعلن عن هجومين له على مواقع "قسد" شرق سوريا

روسيا تعلن استعادة 26 طفلا من شرق سوريا

ميليشيا إيرانية تختطف نازحين من شمالي حلب