بلدي نيوز
أعلن الرئيس الأسبق للائتلاف السوري المعارض ورئيس حركة "سوريا الأم" أحمد معاذ الخطيب، أمس الخميس 8 كانون الأول/ديسمبر، عن مبادرة جديدة للحل في سوريا قدمها تحت عنوان "سوريا تحتضر.. فما الحل؟".
وحمّل "الخطيب"، في تسجيل مصور نشره على قناته في موقع يوتيوب، النظام مسؤولية الأوضاع الكارثية التي يعيشها السوريون اليوم، مضيفا أن النظام الذي زعم بأن ما يحدث في سوريا هو عبارة عن "مؤامرة"، "نعم صحيح، إنها مؤامرة، ولكن النظام هو من أنجحها".
وركزت مبادرة الخطيب في معظم تفاصيلها على الجانب المتعلّق بأبناء "الطائفة العلوية" السورية التي ينتمي إليها رئيس النظام، عبر استغلال الأخير لهم من خلال ترويعهم، وبثّ المخاوف داخل أوساطهم إزاء أبناء بقية الطوائف السورية الأخرى.
ونقل "الخطيب" شهادة عن أحد الضباط المنشقين النظام، أفاد بأن بشار الأسد اجتمع في بدايات الثورة السورية بكبار رجالات وشخصيات الطائفة العلوية، وخيّرهم بين الوقوف والموت إلى جانبه، أو "الذبح على يد (السنة)"، فاختار المجتمعون الوقوف و"الموت معه"، بحسب ما نقل الضابط المنشق.
وأشار إلى أن العديد من أبناء طائفة رئيس النظام على تواصل دائم معه، وبأن عددا منهم أرسلوا يشكون حالهم في ظل قمع النظام وتخويفه المستمر لهم، ويسألونه عن مصير وجودهم وعلاقتهم مع بقية السوريين.
وشدد على أن خطر "التكفيريين والإرهابيين" الذين يروع بهم النظام أبناء طائفته، يشمله هو مع بقية السوريين و(السنة) قبل أن يشمل الطوائف والديانات السورية الأخرى.
وتطرّق أيضاً إلى مضامين بعض الوثائق التي تعود إلى السنوات الأولى من حقبة الاستعمار الفرنسي لسوريا (عشرينيات القرن الماضي)، حيث تناول الحديث عن عريضة وجهها بعض رجالات الطائفة إلى الحكومة الفرنسية حينذاك مطالبين فيها فصل الساحل السوري عن بقية البلاد، لزعمهم أن "أبناء الطائفة يعانون من اضطهاد (السنّة) الذين ينظرون إليهم ككفّار". وقد وقّع على تلك العريضة 6 أشخاص من بينهم "سليمان الأسد" جد رئيس النظام الحالي، بحسب "الخطيب" الذي لفت إلى أن بشار الأسد هو من يستغل هذه الوثيقة ليبث الخوف داخل أبناء طائفته.
إلا أن "الخطيب" استعرض وثيقة ثانية، وهي عبارة عن عريضة حملت مسمّى "الوحدة الوطنية" وموقعة من قبل نحو 100 شخصية تمثل رؤساء عشائر الطائفة وكبار الشخصيات السياسية والاجتماعية في الساحل السوري، ومن مختلف الطوائف، يطالبون فيها الحكومة الفرنسية بالوحدة مع بقية المناطق السورية ومكوناتها، بوصفهم جزءاً لا يتجزأ منهم.
وحمّل "الخطيب" مؤسسات المعارضة التي وصفها بـ "الفاشلة" مسؤولية ما يحصل في سوريا، كونها لم تتمكن من إحداث أي تغيير يرجى، بالإضافة إلى النظام السوري.
ووجه انتقاداً لاذعاً لوفد المعارضة في اللجنة الدستورية السورية، قائلاً: "ثلاث سنوات لم تكتب اللجنة حرفاً واحداً. والله لو يمتلكون ذرة من الكرامة لعلّقوا مشانق أنفسهم بأنفسهم".
ووجه "الخطيب" رسالة إلى رئيس النظام، قال فيها: "إن كان لديك حلّ ينقذ البلد فقدمه، أما مبدأ (الأسد أو نحرق البلد، وأن أحكمكم أو أقتلكم)، فسوف تُدفع فيه أثمان باهظة أنت أول من سيدفعها"، وحذره من أن الدول الحليفة له سرعان ما ستتخلى عنه لاحقاً.
وطالب رئيس النظام بترك المجال لمجموعة من الشخصيات السورية كي تشكّل حكومة "تكنوقراط" تلقى دعماً من جميع الأطراف، الدولية والمحلية، لقيادة البلد وإنقاذه من "المصير المنهك والمهلك"، مشددا على أن تكون تلك المجموعة لا تمثل أي طرف من أطراف النظام "المتعنت والمتوحش" أو المعارضة "التي تصرفت بغرور وغباء"، على حد تعبيره.