بلدي نيوز
شهدت سوريا أسوأ موجة جفاف لها منذ 70 عاما، وذلك في العام 2021، مع تضرر المحاصيل في كافة أرجاء البلاد، ما ينذر باضطرابات، وفقا للجنة الإنقاذ الدولية.
وقال المزارع السوري ومختار قرية البالعة في ريف إدلب مزلف المزلف، وفقا لما نقلته وكالة رويترز، إن حقوله استقبلت نصف كمية الأمطار التي هطلت في السنوات الماضية.
وانخفضت مستويات مياه السدود على نهر الفرات، بما يصل إلى خمسة أمتار في البلاد، ما أدى إلى تراجع الاحتياطيات، وزاد من صعوبة حصول المزارعين على إمدادات، من مخزون المياه المتبقية.
وقالت وكالة رويترز، إن اتهامات وجهت لتركيا بقطع تدفق مياه النهر خلال العامين الماضيين إلى نصف المستوى الذي التزمت به في اتفاق عام 1987، وهو ما تنفيه أنقرة.
وعلى ضفاف نهر الفرات التي جفت في الآونة الأخيرة في شمالي سوريا، أخذ المزارع أحمد حمود (33 عاما) يتحسر على الحال الآن قائلا "هذه التلة كانت مياه النهر هنا، وعندما كنا نريد أن نذهب إلى التلة، كنا بحاجة إلى قارب صغير أو شختور للعبور والوصول إلى تلك التلة، أما الآن فقد نذهب إلى التلة مشيا، لأن مساحة النهر أصبحت قليلة ما يقارب 300 أو 350 مترا إلى أن نصل إلى التلة".
وأضاف حمود "لدينا الآن نحو 70 دونما، خسرنا كثيرا، لم نعد نستطيع سقايتها، ليس لدينا إمكانيات مالية لكي نشتري الخراطيم، بعد ابتعاد المياه من أرضنا".
وبالطبع، أثر تراجع مستوى المياه أيضا على الماشية كما يروي راعي الأغنام موسى الشيخو "أدى إلى نقص عدد المواشي، كنت أملك قرابة 70 خروفا، أما اليوم فأملك عشرة خراف".
وقال المهندس عبد الخالق الشيخ رئيس دائرة قياس المناسيب المائية بوزارة الزراعة في حكومة الإنقاذ "التغير المناخي الذي لاحظناه هو تقريبا انخفاض معدل الهطول المطري، في الحقيقة قبل عشر سنوات أو 15 سنة، كان معدل الهطول المطري في محافظة إدلب تقريبا 500 مليمتر، أما في الموسمين الأخيرين، اللذين كان فيها قياس معدلات الهطول بشكل دقيق، لاحظنا انخفاضا واضحا وخطيرا تقريبا في معدل الهطول، حيث بلغ في الموسم قبل الماضي نحو 70 في المئة من نسبة الهطول".
وقالت لجنة علوم المناخ التابعة للأمم المتحدة في نيسان، إن الاضطرابات السكانية مرتبطة بشكل مباشر بالجفاف، رغم أنها رأت أن الانتفاضة كانت على الأرجح ستندلع على أي حال.