بلدي نيوز
يصادف اليوم 21 آب/أغسطس، الذكرى السنوية التاسعة لمجزرة السلاح الكيماوي في الغوطتين الشرقية والغربية في ريف دمشق، والتي راح ضحيتها أكثر من 1450 مدنياً خنقاً بغاز "السارين" السام، في وقت لايزال العالم صامتاً إزاء المجزرة التي حركت ضمائر الشعوب بأكملها.
ففي 21 أغسطس/آب عام 2013 ، قصف النظام السوري سكان الغوطتين الشرقية والغربية بالسلاح الكيميائي، فقضى المئات منهم وهم نيام، وعلى الرغم من المجزرة التي ارتكبها نظام بشار الأسد تحت أنظار العالم، إلا أن القتلة لا يزالون من دون محاسبة.
مؤيد حافي، ابن مدينة كفربطنا في الغوطة الشرقية، يقول لبلدي نيوز: "في مثل هذا اليوم وهذه الساعة كنا نختنق من كيماوي الأسد، كان يوماً مرعباً الموت ينتشر في أرجاء الغوطة ولا نعرف كيف نهرب منه، مئات الأشخاص يسقطون على الأرض خنقاً، وإلى الآن ما زلنا نختنق من عدم محاسبته والصمت العالمي المخزي".
وكانت لجنة التفتيش الدولية التابعة للأمم المتحدة موجودة في دمشق، وزارت مواقع الهجمات، بعد أيام من المجزرة، وعاينت المواقع وبقايا الصواريخ وأخذت عيناتٍ من التربة، وأجرت مقابلات مع عشرات السكان المحليين الناجين من المجزرة.
وأكدت اللجنة الهجوم بغاز السارين بتقرير أصدرته بعد أسبوعين من الهجوم.
وقالت، إن "الجهة التي نفذت الهجوم خبيرة باستخدام الأسلحة المزودة بغازات سامة، وإن الذين نفذوا الجريمة اختاروا المناخ والتوقيت الملائمَين، لتنفيذ الهجوم بحيث يوقع أكبر عددٍ من الضحايا.
وبعد أيامٍ من صدور تقرير اللجنة وبالتزامن مع تهديدات الولايات المتحدة، أنها ستوجه ضربات عسكرية للنظام، عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً، تم التصويت فيه بالإجماع، على القرار رقم 2118، الذي طالب بنزع مخزون سلاح النظام الكيميائي وإتلافه، دون أن يستطيع إدانة النظام بالجريمة، وعرقلت روسيا القرار الدولي بالإدانة.
وسبق أن أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" بعد أكثر من أسبوعين من الهجوم حصولها على أدلة توضح وقوف قوات النظام السوري وراء مجزرة الغوطة.
أما تقرير "لجنة التفتيش التابعة للأمم المتحدة" الذي صدر في 16 سبتمبر/أيلول 2013 فلم يحمل مسؤولية الهجوم لأي جهة أو طرف، واكتفى بوصف الهجوم بأنه جريمة خطيرة، ويجب تقديم المسؤولين عنها للعدالة في أقرب وقت ممكن، مشيرا إلى أنه تم بواسطة صواريخ أرض أرض، أطلقت بين الثانية والخامسة صباحا مما جعل حصيلة الضحايا كبيرة.
واكتفى البيت الأبيض حينها بالتعبير عن القلق، ودعا وزير الخارجية الأمريكية الأسبق جون كيري النظام السوري إلى تسليم كامل مخزونه من الأسلحة الكيميائية في مقابل عدم تنفيذ ضربة عسكرية عليه.
وقدمت الاستخبارات الألمانية تقريراً جاء فيه أن اتصالاً جرى بين مسؤول كبير من "حزب الله" والسفارة الإيرانية في بيروت، أشار خلاله مسؤول الحزب إلى مسؤولية بشار الأسد عن الهجوم وإلى أنه بدأ يفقد أعصابه.
ونشرت صحيفة "الغارديان" بتاريخ 3 أيلول 2013 تقريرا استخباريا فرنسيا أشار إلى أن قوات النظام هي المسؤولة عن الهجوم، وأرفق التقرير الفرنسي صور ساتلية تظهر انطلاق صواريخ من مواقع قوات النظام وبسبعة وأربعين تصوير فيديو وضعها الناشطون وتحقق أطباء فرنسيون من صحتها.
ولم يتوقف النظام بعد مجزرة الغوطة عن استخدام الأسلحة الكيماوية؛ إذ استهدف العديد من المناطق 184 مرة، وبلغ عدد المرات التي استخدم فيها ذلك السلاح الفتاك 217 مرة منذ العام 2012.