بلدي نيوز - (خاص)
نشرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، تقريرا، قالت فيه إن الأسد يجند مؤثري اليوتيوب في دول الغرب لإظهار سوريا بأنها دولة آمنة.
وقالت الصحيفة: "تجول في مدينة حلب القديمة، وتفكر في المسجد الأموي، وتذوق المهلبية ، هذه الحلوى السورية الشهيرة، على صور مقاطع الفيديو على اليوتيوب، يبدو أن سوريا لم تدمرها حرب دامت عشر سنوات، وفي ذلك الوقت لا يزال قائما قبل عام 2011".
وأضاف تقرير الصحيفة، أنه ومنذ إعادة فتح حدود البلاد ، يسافر المزيد من مستخدمي "YouTube" للذهاب إلى سوريا، حيث يتم إخفاء خطاب نظام بشار الأسد "الديكتاتوري".
وذكر التقرير أن نظام الأسد فهم مصلحة منح تأشيرات السفر لهؤلاء السياح والكاميرا في يدهم، حيث يعتبرها استراتيجية حقيقية من جانبه، والفكرة هي تشجيعهم على السفر إلى سوريا ومن ثم نقلهم إلى أماكن محددة ليقولوا لهم: "انظروا ، انتهت الحرب وسوريا دولة طبيعية" ، حسب تحليلات، مدير المنظمة غير الحكومية سوريون من أجل الحقيقة والعدالة "بسام الأحمد".
وبيّن التقرير أنه لم يعد السلام حقًا إلى البلاد، التي لا تزال تحمل ندوب الصراع الذي أودى بحياة ما يقرب من نصف مليون شخص.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وبينما كانت غارة روسية تحصد أرواح 5 أفراد من عائلة واحدة في شمال غرب سوريا من بينهم 3 أطفال، كانت مدونة أيرلندية شهيرة تصوّر مقاطع فيديو مبهجة لجولات تقوم بها في مدينتي دمشق وحلب.
وتقول صوفي فوليرتون -وهي أكاديمية أميركية مختصة في العلوم السياسية وباحثة في مجال حقوق الإنسان- إنه لا أحد من متابعي قناة المدونة الأيرلندية الشهيرة "جانيت نيوينهام" في موقع "يوتيوب" الذين يتجاوز عددهم 170 ألف مشترك يمكنه أن يعرف ما حلّ بالعائلة السورية المكلومة، حيث توحي مقاطع الفيديو المبهجة التي تنشرها بأن سوريا بلد لا توجد فيه حرب.
وتشير "فوليرتون" في مقال لها بصحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post) الأميركية إلى أن نظام بشار الأسد استعاد السيطرة على جزء كبير من المناطق السورية بعد حرب الأرض المحروقة التي خاضها بدعم من القوات الإيرانية والمليشيات الطائفية والقوات الجوية الروسية ضد ثوار شعبه. لكن أكثر من نصف الشعب السوري ما زال نازحا، والباقي يرزح تحت الإرهاب الخانق الذي حمل الشعب على الثورة على النظام في عام 2011.