بلدي نيوز - (مصعب الأشقر)
كذبت منظمة "سوريون مسيحيون من أجل الحوار وحقوق الإنسان" ادعاءات النظام بالخطر القائم على المسيحيين في سوريا واستعطافه للوفود الكنسية الأوروبية التي زارت دمشق في الفترة الأخيرة.
وقال الأستاذ أيمن عبد النور -عضو مجلس إدارة - إن المنظمة زارت وزارة الخارجية في النمسا ورؤساء الكنائس خلال الأيام القليلة الماضية فيما تتجهز المنظمة لزيارة فرنسا واللقاء هناك مع السفيرة الفرنسية للشأن السوري بريجيت كورمي، ورؤساء الكنائس، ومن ثم التوجه لروما والفاتيكان ثم حضور مؤتمر الأمن لمنطقة الشرق الأوسط الذي سيعقد في براغ في منتصف الشهر المقبل.
وأكد عبد النور في حديث خاص مع بلدي نيوز، أن الهدف الرئيس للمنظمة هو سحب ورقة الأقليات من النظام السوري حتى لا يبقى يتاجر بها ويصور نفسه بحامي الأقليات، وبدونه سترتكب المجازر بالأقليات.
وأضاف "كان لا بد أن يتصدى لهذا الموضوع مسيحيون سوريون كي ينقلوا الصورة الحقيقية من خلال شخصيات متعاملة معه من خلال الكنائس ورؤساء الكنائس في الغرب، كما أن هدف الزيارات يكمن في شرح آلية العمل والتكتيك الذي اتبع نظام الأسد وتغييره لبروتوكول الزيارات للوفود الأجنبية لدمشق ما مهد لوفود كنائسية مسيحية أوربية لزيارة دمشق بعد أن رفضت تلك الوفود زيارة دمشق خلال السنوات السابقة والتحذير من عواقب زيارتها اليوم لدمشق.
وذكر أن أحد الأهداف هو تبيان "حاجة الأسد للأموال والمساعدات الاقتصادية والسعي الحثيث من قبل النظام لإقناع الوفود بزيارة دمشق، وتبيان ما يفعله النظام في كل الشعب السوري ومن ضمنه المسيحيين والدروز وحتى حاضنته الشعبية من العلويين إضافة لنقل صورة أنه لا خوف على الأقليات والمسيحيين بالذات الذين عاشوا مع المسلمين السنة لأكثر من 1400 عام، ولا حاجة للمسيحيين لعائلة الأسد كي تحمي المسيحيين في سوريا.
ولفت أنه خلال اللقاءات في النمسا توجه لوفد المنظمة، عدة أسئلة عن ما ستقدمه المعارضة التي تطالب بتغيير حكم بشار الأسد المعروفة لكن ما هو النظام الذي يبين العيش المشترك هل هو نظام الفصائل المنتشرة اليوم ومنها الراديكالي ومنها الفاسد وما ينتج عنهم لانعدام الأمن والتشتت شمال غرب سوريا وما يجري من اعتداء على الكنائس، ومن هنا يجب على المعارضة العمل على تقديم نموذج تعايش ديني أفضل وعدم الاكتفاء بنقل أوجاع الناس.
وحول استغلال الأسد وداعميه لوجود المسيحيين في سوريا نوه عبد النور، أن النظام يعمل على إرسال وفود من المسيحيين سوا من رجال الدين الكبار الموجودين بدمشق، والذين استطاع النظام أن يحتويهم كما احتوى باقي منظومات العمل للأديان الأخرى بالترغيب أو الترهيب أو التهديد بتدمير الكنائس والقتل أو بإزعاج الطوائف الذين يقودوها وبالتالي استطاع ارسالهم مع رجال أعمال مسيحيين الى الغرب وإقناع كنائسه والمتنفذين فيه بأن الوضع بسوريا سيئ ودعوتهم لزيارة سوريا دون ضهورهم بالإعلام أو لقاءهم بأي مسؤول وعند قدوم تلك الوفود ومشاهدتهم للفقر الكبير وانعدام فرص العمل والهجرة الهائلة وعند مشاهدتهم لتلك الصور، وبدون أن يطلب منهم النظام وكونهم يعملون بالحقل الديني الذي يحتم على واجبهم مساعدة الشعب الموجود بسوريا من خلال المطالبة بزيادة المساعدة وتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا.
وعن موقف أوروبا من نظام الأسد لفت عبد النور، أن أوروبا كجسم وإدارة سياسية تعرف الحقائق من خلال أجهزتها ولا تتردد في ادانة نظام بشار الأسد وعدم التعامل معه وقطع العلاقات ورفض التطبيع، أما رجال الدين ميالون الى الأعمال الإنسانية والتعاطف مع المتضررين من الحرب وبالتالي يطالبون برفع العقوبات من باب تخفيف الألم والجوع عن الشعب المسكين والفقير الذين شاهدوهم في دمشق بأم أعينهم ومن هنا يجب فهم التعاطف من هذا المنطلق وليس من باب التعاطف مع نظام الأسد.
ومنظمة سوريون من أجل الحوار وحقوق الإنسان هي منظمة قيد التأسيس وتضم في مجلس إدارتها أيمن عبد النور والدكتور وائل العجي والدكتور مروان خوري وجورج اسطيفو ولؤي بشور.
وبحسب عبدالنور " فجولتها الحالية صعبة وكبيرة حتى الحصول على معلومات الوفود الكنائسية التي زارت سوريا لم تكن سهلة سيما أنها غير متاحة بالإعلام أو أي مكان اخر مما كلف جهد وعمل كبير جدا لكن وجب التصدي لهذا العمل لأنه تحول لتحدي أمام المسؤولين الكبار في عدد من دول العالم بعد زيارة الوفود الكنسية لدمشق والتي تزيد عن 5 وفود كبيرة خلال 7 أشهر وتوجيهها رسائل لقداسة البابا وللرئيس الأمريكي جو بايدن وإلى رئيس الاتحاد الأوروبي ورئيس المفوضية الأوروبية مما اضطرهم أن يوفدوا رئيس قسم الشرق الأوسط إلى دمشق في وزيارة غير علنية لاستطلاع ما يجري، وما يدفع تلك الوفود التي كانت تمتنع عن زيارة دمشق خلال أعوام 2019-2018 بان يذهبوا الى دمشق. ويرى عبدالنور إنه "يمكن القول أن السبب هو تقصير المنظمات التي تحمل اسم المسيحيين وموجودة في أوروبا وأميركا ولم تكلف نفسها الاتصال لمعرفة ماذا يجري في دمشق ولا التواصل مع وفود الكنائس لشرح موقف مسيحيي المعارضة والشعب السوري.