بلدي نيوز – (علاء نور الدين)
يرى قادة في المعارضة السورية المسلحة أن إتمام نظام الأسد والميليشيات الإيرانية حصار مدينة حلب، ما هو إلا خطوة أولية تتلوها خطوات على طريق القضاء على الثورة في عدة مناطق في الشمال السوري، وعلى رأسها حلب.
ويرد الكثير من العسكريين والقادة الميدانيين تحليلهم هذا، إلى الآلية التي تتبعها إيران ونظام الأسد في حصار وإبادة المناطق المحررة منذ سنوات، في سيناريوهات متعددة سبقت حصار حلب، وإصرار الفصائل الثورية على الامتناع عن التعلم منها، أو تطوير تكتيكاتها لمواجهتها.
الحصار
يبدو أن القوات المحاصرة ستسعى إلى التقدم في الأحياء المحررة من جهات عدة، بهدف تضييق الرقعة المحررة وتقطيع أوصالها، بحيث يسهل التصدي لكل محاولة فك للحصار من الخارج، بحسب ما نقل مراسل بلدي نيوز في حلب عن أحد القادة الميدانيين.
وأضاف القيادي "يؤكد سعي الأسد وميليشياته لتضييق الخناق على المدينة المحاصرة، فتح معارك عدة في وقت واحد، على عدة جبهات من جمعية الزهراء والليرمون والكاستيلو، امتداداُ إلى الشرق والأحياء المحررة في النيرب"، مشيراً إلى مساندة الميليشيات الكردية في هذه الحملة، بتحركها في المنطقة واستيلاءها على السكن الشبابي، على أطراف الشيخ مقصود صباح اليوم.
وأكد أن "الأحياء الشرقية لمدينة حلب مقبلة على حصار مماثل، أو ربما أسوأ مما شهدته الزبداني ومضايا وحمص سابقاً، وخصوصاً أن الكثافة السكانية تضاهي سابقاتها بأضعاف، وهو ما ستظهر آثاره قريباً".
الريف الجنوبي ثانياً
مع تنامي الحديث عن إمكانية تدخل "جيش الفتح" في معركة فك الحصار عن حلب، يشكك العديد من العسكريين على الأرض بإمكانية مثل هذا العمل، منوهين إلى الحشد الإيراني المتواصل في الريف الجنوبي، كخطوة ثانية في إطباق الحصار على المدينة، وبالتالي فتح جبهة تمنع جيش الفتح من فك الحصار عن حلب.
ويرى الإعلامي والصحفي السوري علي إبراهيم أن السيناريوهات المقبلة بما يخص حصار مدينة حلب مفتوحة على كل الاحتمالات، وخصوصاً أنها معارك كر وفر، إلا إذا تقاعست الفصائل عن نجدتها، بإشعال الجبهات من جنوب سوريا حتى شمالها.
وعن احتمالية هجوم الميليشيات الإيرانية على جنوب حلب، لمنع "جيش الفتح" من إغاثة الأحياء المحاصرة، يؤكد الابراهيم لبلدي نيوز أنه احتمال وارد، خصوصاً أن تسريبات كثيرة تحدثت عن حشود إيرانية في المنطقة منذ هدوء الجبهة، بعد مقتلة حزب الله، وتقدم "الفتح" في الريف الجنوبي، عدا عن بعد المسافة بين شمال حلب وجنوبها، مشيراً إلى أن متزعم الميليشيا اللبنانية تحدث عنها بصراحة في خطابه الأخير بوصفها "المعركة الكبرى".
وحذّر الإعلامي السوري من هجمات متزامنة سيشنها نظام الأسد والميليشيات الإيرانية في الشمال السوري، بداية من الساحل السوري وإدلب وريف حلب الجنوبي، بالتزامن مع المعارك الدائرة شمال حلب، مؤكداً أنه لا حل لحصار حلب إلا بالتصعيد العسكري في المناطق المذكورة، استباقاً لما يحضر لحلب، ثم إدلب لفك الحصار عن كفريا والفوعة وغيرها.
تجدر الاشارة إلى أن تقارير إعلامية بعضها نشر في الصحف الغربية، حذّرت من كارثة انسانية تتربص بأكثر من 300 الف مدني في الاحياء المحاصرة، وأكدت أن الامدادات الغذائية تنفذ بسرعة، ولن تكفي لمدة شهر بالحدود القصوى، علاوة عن خروج منظومات الاسعاف عن العمل.