بلدي نيوز- (مها اسود)
أوقفت عدة منظمات مانحة الدعم عن عدد من المشافي والمراكز الطبية في المناطق المحررة شمال غرب سوريا في الآونة الأخيرة، الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية في حال عدم عودة أو توفر الدعم من جديد في ظل تصاعد أعداد الإصابات بفيروس كورونا.
وعلمت بلدي نيوز، أن المنظمات والجهات المانحة التي أوقفت الدعم بسبب انتهاء العقود السنوية الموقعة مع إدارة المشافي والمراكز الطبية (هاند ان هاند، وريليف انترناشونال، وسامز، و أس أر دي، وآفاق)، وأن بعضها وعد بدعم جديد والبعض الاخر حسم الأمر وأبلغ بعدم قدرتهم الدعم مجدداً.
و قال الطبيب "بشار كيال" مدير مستشفى النسائية والأطفال في مدينة كفرتخاريم أن منظمة "هاند ان هاند" أبلغتنا في الـ30 من أيلول/ سبتمبر الماضي، بتوقف الدعم بشكل نهائي عن المشفى وعدم القدرة على تجديده مرة أخرى".
وأضاف "كيال" في حديثه لبلدي نيوز، أن العمل منذ بداية شهر تشرين الأول الحالي وحتى الآن تطوعي من قبل جميع العاملين في المشفى، حيث أن المشفى هو مشفى قديم ومركزي ومؤسسة منذ أكثر من سبعة سنوات، ويقدم الخدمات الطبية للنساء والأطفال.
وأوضح أن المشفى يضم عيادة أطفال تستقبل الحالات على مدار الـ24 ساعة، وعيادة نسائية صباحية يومية، وقسم جناح أطفال للاستشفاء، وقسم حواضن يضم سبعة حاضنات، وقسم حديثي الولادة، وقسم نسائية ويحوي غرفتين عمليات ويخدم العمليات النسائية القيصرية على مدار 24 ساعة بطبيبات اخصائيات بالإضافة للتوليد الطبيعي على مدار الـ24 ساعة ايضاً، كما يضم مخبر، وصيدلية صباحية، وقسم لقاح.
ولفت إلى أن أكثر من 300 ألف نسمة في مدينتي كفرتخاريم وارمناز وبلدات ملس والبيرة وبياطس وكوارو وصول لمنطقة سهل الروج وقرى جبل السماق جميعهم يعتمدون على الخدمات الطبية للنساء والأطفال في هذا المشفى، وفي حال استمرار توقف الدعم لفترة طويل نخاف من عدم قدرة استمرا ر الكوادر الطبية في العمل ضمن المشفى.
وفي دوره الطبيب "أحمد البقاعي" مدير مشفى إنقاذ روح في مدينة سلقين، إن "الجهة الداعمة للمشفى هي منظمة آفاق الإنسانية، وسبب توقف الدعم من قبل المنظمة هو انتهاء العقد الموقع مع معهم وعدم التجديد بسبب توقف المنحة من قبل الجهة المانحة".
وأشار "البقاعي" في حديثه لبلدي نيوز إلى أن المنظمة "ذاتها تسعى جاهدة لتوفير الدعم من جديد للمشفى عن طريق جهة مانحة أخرى، وتلقينا وعود بتوقيع عقد جديد في شهر تشرين الثاني المقبل أن وصلت المنحة المالية لمنظمة اَفاق الإنسانية.
وذكر أن المشفى متخصص نسائية وأطفال ويخدم منطقة سلقين وريفها الذي يضم نحو 300إلى 350 ألف نسمة، و تعمل جميع كوادره في الوقت الحالي بشكل تطوعي.
ولنفس الأسباب توقف الدعم ايضاً عن (مشفى الرحمة في دركوش، ومشفى السلام في حارم، ومشفى الإخلاص النسائي في الإسحاقية، ومشفى باريشا)، من قبل المنظمات المانحة اَنفة الذكر.
وينذر استمرار توقف الدعم عن هذه المشافي والمراكز الطبية بكارثة إنسانية كبيرة في المناطق المحررة شمال غرب سوريا، بالتزامن مع الانتشار الكبير والسريع لفيروس كورونا، وحاجة المدنيين في المنطقة لتقديم الخدمات الطبية بشكل أكبر من السابق.