بلدي نيوز - (مصعب الأشقر)
قال رئيس "هيئة التفاوض السورية" أنس العبدة، إن روسيا تسعى لضرب أي تقدم في الملف السياسي، وتعمل على تعويم الأسد عبر ابتزاز المجتمع الدولي والسوريين في ملف المساعدات الإنسانية.
وعن مقررات اجتماع روما، قال "العبدة"، في تصريحات خاصة لبلدي نيوز، إن اجتماع روما الدولي يمكن قراءته من ناحيتين، الأولى هي الوعي الدولي بحجم الكارثة السورية من ناحية ضرورة إيصال المساعدات، والتقدم بالملف السياسي، وهذا يمكن التماسه من توسيع واشنطن دائرة المدعوين إلى المؤتمر، والبيان الذي خرج في نهاية الاجتماع".
وأضاف أن الناحية الثانية، فتكمن في توغل الجانب الروسي أكثر في الإمعان بتعذيب السوريين، وبذل كل جهد ممكن لتعطيل أي تقدم في ملف المساعدات وإيصالها إلى السوريين في كل سوريا، حيث أن روسيا تحاول حصر المساعدات عبر مناطق النظام، الأمر الذي يعطي الروس والنظام سلاحا جديدا ضد الشعب السوري ومبادئ حقوق الإنسان.
وحول مدى التزام روسيا وحليفها الأسد بمقررات مؤتمر روما، أكد "العبدة" أن روسيا واضحة في مساعيها فهي تريد ضرب أي تقدم في الملف السياسي، إضافة لتعويم الأسد عبر ابتزاز المجتمع الدولي والسوريين في ملف المساعدات الإنسانية، والذي يشكل ملفا فوق تفاوضي لا ينبغي إقحامه في ملف العملية السياسية.
ونوه رئيس هيئة التفاوض السورية، إلى أنه "لا بد من الإشارة أيضا إلى أن روسيا تبتز السوريين بملف المعتقلين، إذ لا يريد النظام والروس التقدم في هذا الملف بل هم يربطونه بحزمة التفاوض، من خلال إطلاق سراح بعض المعتقلين مقابل تسليم المعارضة السلاح أو إيقاف القصف على بعض المناطق، من أجل الحصول على مكاسب أكثر على حساب دماء السوريين وحريتهم.
ولفت العبدة، في حديثه لبلدي نيوز، إلى أنه لابد من وجود إرادة سياسية حقيقية وضغط أكبر من قبل المجتمع الدولي على "الجانب الروسي، والإيراني، والنظام"، من أجل تحقيق تقدم في الملف السياسي، كون أن الروس يتحركون فورا لاستغلال أي فراغ سياسي في الملف السوري، لذلك ومن أجل دفع روسيا نحو التقدم في الملف، لابد من تكاتف الجهود الدولية والدفع نحو تفعيل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما فيه القرار (2254) بسلاله الأربعة.
ويوم الاثنين، شاركت 19 دولة وهي (الأردن الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وكندا ومصر وفرنسا وألمانيا واليونان والعراق وإيرلندا واليابان ولبنان وهولندا والنرويج وقطر والسعودية وتركيا والإمارات)، إضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، في مؤتمر على مستوى وزراء الخارجية للتحالف الدولي ضد "داعش" بشأن سوريا في روما.
وقالت الدول المشاركة، في بيان مشترك، إنها أكدت دعما حاسما للجهود التي تقودها الأمم المتحدة في إطار القرار (2254) للتأييد الثابت لوقف فوري لإطلاق النار في كل عموم البلاد، وإدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق وبشكل آمن، وعمل اللجنة الدستورية ومكافحة الإرهاب في كل أشكاله.
وأكد المشاركون على وحدة سوريا ووحدة أراضيها، ومواصلة تمسكهم بالعمل النشط على تحقيق حل سياسي شامل موثوق ومستدام بناء على القرار 2254".
وشددوا على أن القرار آنف الذكر "يمثّل حلا وحيدا ينهي الأزمة المستمرة منذ 10 سنوات في سوريا ويضمن أمن الشعب السوري وتنفيذ طموحاته".