بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
مدد بشار الأسد لنفسه ولاية جديدة في حكم سوريا، هي الرابعة سوف تمتد لسبع سنوات قادمة، بعد إجراء انتخابات صورية روج لها بشكل كبير من خلال الدعاية لما أسموه "العرس الوطني" و"العملية الديمقراطية" التي تغلب الديمقراطية الأمريكية كما جاء على لسان وزير خارجيته، وحاول من خلالها أن يصطنع "التفافا جماهيريا زائفا" على نظامه، عبر إجبار السكان في مناطق سيطرته على الانتخاب أو عبر دفع الموالين لتنظيم المهرجانات والاحتفالات الداعمة لمسرحية الانتخابات، إلا أن مراقبين للشأن السوري توقعوا أن تزيد أوضاع السوريين في مناطق سيطرة النظام سوءا على السوء الحالي، حيث من المتوقع زيادة القبضة الأمنية التي تزعزعت بفعل الثورة السورية، واستمرار التدهور الاقتصادي.
نجاح على جثث اﻷشباح
انتصر بشار اﻷسد، ورغم أنّ النسبة التي حصل عليها لم تصل كالعادة إلى 99% لكنها تجاوزت 95% بقليل، ضمن سيناريو اعتاده السوريون طيلة 5 عقود، وعلى ذات المنوال والشعارات التي تمجد وتقدّس الأسد الأب وبعده الابن.
ويشير تصويت اﻷسد لنفسه من مدينة دوما، عاصمة الغوطة الشرقية التي دمرها بمختلف اﻷسلحة المحرمة دوليا، واستهدفها باﻷسلحة الكيماوية، وهجّر أبنائها قسريا إلى الشمال السوري، أنّ الرقص هذه المرة أتى فوق جثث اﻷشباح التي تسكن تلك المدينة، وفق المحامي اﻷستاذ ملهم الشعراني، الناشط الحقوقي المعارض.
انتخابات كارثية
ويرى الشعراني، أنّ التصويت هذه المرة كان روسياً - إيرانياً بامتياز، يأتي في ظل استعصاء حل سياسي، بين الكبار، ويبقي على سلطة اﻷسد، على اﻷقل حتى يكتب سيناريو جديد للدولة السورية.
ويعتقد الباحث اﻻقتصادي معاذ بازرباشي، أنّ جميع الأرقام التي نقرأها بين صفحات المواقع والتقارير الرسمية الموالية، عن اقتصاد النظام، تبرهن أنّ "الحالة اﻻقتصادية ستبقى مستعصية"، وأضاف "اﻷسد أراد من الناس التصويت ومباركة سياسته اﻻقتصادية الفاشلة التي أنهكت الليرة السورية وأوقفت عجلة اﻹنتاج عنوةً".
باﻷرقام.. تصويت للكارثة
وسلط موقع "سي إن بي سي عربية" الضوء على بعض الأرقام التي تشير إلى مدى تدهور الوضع المعيشي في سوريا، قبل نحو 5 أيام، بمجملها تكشف هشاشة الوضع، وتجعل "العرس اﻻنتخابي" -حسب توصيف اﻹعلام الموالي- تهليلا لمزيد من اﻷزمات.
وأرود تقرير الموقع اﻷرقام التالية: يحتاج نحو 13.4 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية، بزيادة قدرها 20٪ مقارنة بعام 2020.
- في مجال الأمن الغذائي، شهد سعر سلة الغذاء المتوسط أعلى مستوى في الأشهر الماضية، بزيادة قدرها 241٪ على أساس سنوي.
- شهدت أسعار الوقود والمحروقات من بنزين ومازوت وغاز مستويات غير مسبوقة، حيث يتم رفع أسعار المحروقات المدعومة كل بضعة أشهر، كان آخرها في آذار/مارس الفائت.
- مازال سعر الصرف غير الرسمي لليرة السورية يشهد تقلبات بعد أن تخطت قيمتها الـ 4700 مقابل الدولار الواحد في آذار/مارس الماضي والذي يعتبر أدنى مستوى لليرة السورية مقابل الدولار على الإطلاق.
- في ظلّ التدمير الواسع للبنية التحتية، يحتاج أكثر من 6 ملايين طفل لمساعدات إنسانية وذلك بزيادة 25% عن عام 2020.
- انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 60% بظل عجز الدولة عن جمع إيرادات كافية لدعم السلع الأساسية التي تعتمد عليها الأسر الأكثر ضعفا.
وأشار التقرير إلى أنّ وباء كورونا -وفق تقارير اقتصادية- أدّى إلى زيادة نسبة الانكماش الاقتصادي، وتقدر نسبة السكان العاطلين عن العمل خلال العام الجاري إلى 50%.
ويرى المحامي اﻷستاذ نادر غانم، أن الشارع السوري حقيقة لم ينتخب راضيا بالمطلق، لكنه مكره، بفعل الضغط والسطوة اﻷمنية، ما ينفي شرعية المسرحية الهزيلة.
واعتمادا على الأرقام أعلاه، وما يصدر من تقارير يومية عم الإعلام الموالي، فالشارع أجبر على قول "نعم" للمزيد من الكوارث الاقتصادية، وعلى الأقل سماع تبرير "عقوبات قيصر هي السبب"!